وقت الغروب

الغروب في اللغة يطلق على: البُعد، فيُقال: غربت الشمس تغرُبُ غرباً وغروباً؛ أي أنّها بعدت عن الأنظار، وتوارت عنها،[١] فالغُرُوب مصدر من الفعلى الثلاثي غَرَبَ، فغُروب الشمس: وقت غيابها واختفائها إلى جهة الغرب.[٢]


حكم الصلاة وقت الغروب

نهى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن التنّفل والتطوّع بالصلاة وقت الغروب، أي من بعد أداء صلاة العصر إلى حين رفع الأذان لصلاة المغرب، والحكمة من ذلك تكمُن في تجنّب التشبّه بالمشركين، إذ كانوا يسجدون للشمس عند طلوعها فرحاً وترحيباً بها، ويسجدون لها أيضاً عند غروبها؛ توديعاً لها، ولذلك فقد عمل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على سدّ كل بابٍ يؤدي إلى الشرك بالله -تعالى-، وعدم عبادته وحده، وكلّ عمل فيه تشبّهٌ بالمشركين.[٣]


الأوقات المنهي عن الصلاة فيها

نهي النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن التنفّل والتطوّع بالصلاة في أوقاتٍ محدّدةٍ من اليوم، بيانها فيما يأتي:[٤][٥]

  • من بعد صلاة الفجر إلى حين طلوع الشمس وارتفاعها، ويُقدّر ذلك من بعد شروق الشمس بربع ساعةٍ تقريباً، استدلالاً بما ثبت في الصحيح عن عقبة بن عامر: (ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حتَّى تَرْتَفِعَ...).[٦]
  • من قيام الشمس في منتصف السماء إلى حين زوالها؛ أي قبل رفع أذان صلاة الظهر بربع ساعةٍ تقريباً، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أنّه قال: (ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حتَّى تَغْرُبَ).[٦]
  • من بعد صلاة العصر إلى حين غروب الشمس بشكلٍ تامٍّ؛ أي إلى حين رفع أذان المغرب، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه- أنّه قال: (سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لا صَلَاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، ولَا صَلَاةَ بَعْدَ العَصْرِ حتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ).[٧]


أداء وقضاء الصلوات المفروضة وقت غروب الشمس

يجوز للمُسلم قضاء الصلوات المفروضة في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها، إذ إنّ النهي متعلّقٌ بالنوافل وصلاة التطوع، أمّا الفرائض فتُقضى وتؤدّى في أوقات النهي، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، لا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذلكَ)،[٨] فقول النبيّ -عليه السلام- عامٌّ فيما يتعلّق بقضاء الصلاة، ولا يُستثنى منه شيءٌ، كما أنّ الصلوات الخمس من الفرائض المؤكّدة التي لا يجوز تأخيرها عند زوال عُذر النوم أو النسيان، فتؤدّى فور تذكّرها وفور الاستيقاظ من النوم.[٩]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 184. بتصرّف.
  2. "تعريف ومعنى غروب في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2021. بتصرّف.
  3. محمد صالح المنجد (5/2/2001)، "حكم الصلاة في أوقات النهي"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2021. بتصرّف.
  4. صالح الفوزان، الملخص الفقهي، صفحة 189-188. بتصرّف.
  5. محمد صالح المنجد (24/10/2008)، "أوقات النهي عن صلاة التطوع"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2021. بتصرّف.
  6. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:831، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:586، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:684، صحيح.
  9. محمد بن صالح العثيمين (18/11/2007)، "ما حكم قضاء صلاة الفرض في أوقات النهي لمن فاتته الصلاة؟"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2021. بتصرّف.