إنّ الصلاة عبادةٌ من أجلّ العبادات، يتقرّب بها المسلم إلى الله -سبحانه وتعالى-، وفيها يكون أقرب ما يكون إليه -سبحانه-، وللصلاة فضائل عظيمةٌ، وثمراتٌ جليلةٌ، وقد امتدح الله -تعالى- المحافظين عليها، ولمن يرتقب ينتظر الصلاة؛ فما ينهي صلاةً حتى يشتاق لأداء التي تليها، وفيما يأتي بيانٌ لفضل انتظار الصلاة، وللقربات التي يمكن للمسلم أن يفعلها أثناء انتظاره لها.
فضل انتظار الصلاة
وردت أحاديث نبويَّةٌ كثيرةٌ تبيّن فضل انتظار الصلاة،[١] وفيما يأتي ذكرٌ لفضل انتظار الصلاة استنادًا لهذه الأحاديث الشريفة.
صلاة الملائكة على منتظر الصلاة
ويُقصد بصلاة الملائكة: دعاؤها؛ فالملائكة تدعو للمسلم الذي يجلس منتظرًا الصلاة في مصلّاه؛ لتعلّقه بالصلاة وحبّه لها، فإن صلّى المسلم في المسجد أو في مصلّاه، وجلس منتظرًا الصلاة التي تليها، ولم يكن جلوسه إلّا لانتظار الصلاة؛ فإنّ الملائكة تدعو الله له بالرحمة والمغفرة، وذلك يشمل الرجال والنساء؛ فإن انتظرت المسلمة الصلاة في مصلّاها، حازت هذا الفضل بإذن الله،[٢] وذلك كما ورد في الحديث عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (المَلائِكَةُ تُصَلِّي علَى أحَدِكُمْ ما دامَ في مُصَلّاهُ، ما لَمْ يُحْدِثْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ له، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، لا يَزالُ أحَدُكُمْ في صَلاةٍ ما دامَتِ الصَّلاةُ تَحْبِسُهُ، لا يَمْنَعُهُ أنْ يَنْقَلِبَ إلى أهْلِهِ إلَّا الصَّلاةُ).[٣]
لانتظار الصلاة أجرٌ عظيم
خصّ الله -تعالى- من يمشي إلى الصلاة، وينتظرها حتّى يؤديها مع الإمام في جماعةٍ بالأجر العظيم، وذلك ما رُوي عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (إنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ أَجْرًا في الصَّلَاةِ أَبْعَدُهُمْ إلَيْهَا مَمْشًى، فأبْعَدُهُمْ، وَالَّذِي يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ حتَّى يُصَلِّيَهَا مع الإمَامِ أَعْظَمَ أَجْرًا مِنَ الذي يُصَلِّيَهَا ثُمَّ يَنَامُ).[٤]
انتظار الصلاة يمحو الخطايا ويرفع الدرجات
ذكر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- جملةً من الأعمال التي إن فعلها المسلم، كانت سببًا في محو خطاياه، ورفع درجته في الآخرة -بإذن الله تعالى-، وهذه الأعمال مجموعةٌ في قوله -عليه الصلاة والسلام-: (أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ)؛[٥] فإتمام الوضوء رغم البرد الشديد أو المرض، والمشي إلى المسجد، وانتظار الصلاة؛ كلّها أعمالٌ يمحو الله -تعالى- بها خطايا المسلم، ويرفع درجته بها، ووصفها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالرباط، والرباط: حراسة الثغور؛ لأنّ هذه الأعمال تحرس المسلم، وتسدّ ثغور نفسه من الشيطان والهوى.[٦]
ما يُفعل أثناء انتظار الصلاة
لا بدّ للمسلم أن يغتنم وقته بكلّ ما ينفعه في دنياه وآخرته من الأعمال، ومن ذلك أن يستثمر وقت انتظاره للصلاة بالأعمال الصالحة، ومنها: قراءة القرآن أو حفظه ومراجعته، وذكر الله -تعالى- بالأذكار المطلقة، أو بترديد أذكار الصباح أو المساء -حسب الوقت-، والدعاء، وتعليم الغير القرآن الكريم أو العلم النافع؛ فيحوز بذلك بدل الفضل فضلين: فضل انتظار الصلاة، وفضل العمل الصالح الذي استثمر وقته فيه.[٧]
مواضيع أُخرى:
المراجع
- ↑ النووي، رياش الصالحين، صفحة 322-323. بتصرّف.
- ↑ "شرح حديث: الملائكة تصلي على أحدهم"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 19/9/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:659، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:662، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:251، حديث صحيح.
- ↑ "شرح حديث: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 19/9/2022. بتصرّف.
- ↑ حسين أحمد عبد القادر (1/8/2016)، "فضائل انتظار الصلاة في السنة النبوية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19/9/2022. بتصرّف.