تعد الصلاة من العبادات المميزة، فهي لها مكانة ومنزلة في الدين الإسلامي، إذ هي من أعظم العبادات وأجلها، التي يتقرب بها العبد إلى ربه عزّ وجلّ، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة التي لا يسقط أداؤها عن المسلم في أي حال من الأحوال، في الصحة والمرض، وفي الحضر والسفر، وفي الأمن والخوف، وهي أول عبادة فرضها الله تعالى على عباده في مكة، إذ إنها العبادة الوحيدة التي فرضت في السموات العليا، وكل ذلك دليل على أهميتها وأهمية المحافظة عليها، وعدم التهاون بها وتضييعها.[١]


فضائل الصلاة

للصلاة فضائل عديدة، منها ما يكون في الدنيا، ومنها ما يكون في الآخرة، وبيان ذلك كما يأتي:[٢][٣]


فضل الصلاة وأهميتها في الدنيا

  • الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، حيث قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ).[٤]
  • الصلاة من أفضل الأعمال عند الله تعالى بعد الشهادتين، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ قالَ: الصَّلاةُ لِوَقْتِها).[٥]
  • الصلاة نور ونجاة وبرهان لصاحبها في الدنيا إذا حافظ وداوم عليها.
  • تحقيق الصلة بين العبد وربه، وإظهار العبودية لله تعالى والالتجاء إليه، والاعتزاز به.
  • تحقيق الطمأنينة والراحة النفسية، وجلب السكينة والأمن، وهي سبب لتقوية النفس والإرادة والعزيمة.
  • الصلاة سبب للتقرب إلى الله تعالى ونيل محبته، والابتعاد عن الدنيا وملذاتها، والترفع عما يحلو للنفس من أهواء وشهوات، والبعد عن الغفلة.
  • الصلاة تساعد على ضبط سلوكيات المسلم، وتدريبه على الصبر والتحمل، وتربّيه على الأخلاق الحسنة، والخصال الحميدة.
  • الصلاة تساعد على تنظيم الأوقات واحترامها والمحافظة عليها وعدم تضييعها، وتعزز حب الالتزام والانضباط في جميع شؤون الحياة.
  • إن صلاح الصلاة سبب لصلاح المسلم وسائر أعماله، وفسادها سبب لفساده وفساد أعماله، وهي سبب لتحقيق الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة.
  • الصلاة سبب لتوحيد الأمة والمسلمين، وتقويتهم، وتحقيق التضامن الاجتماعي، ووحدة الفكر والهدف والغاية، وهي مظهر من مظاهر المساواة بين الناس ووحدة كلمتهم وتقوية صفّهم.


فضل الصلاة وأهميتها في الآخرة

  • الصلاة تُنقّي المسلم من الخطايا وتغسل الذنوب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ كَمَثَلِ نَهْرٍ جَارٍ، غَمْرٍ علَى بَابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ).[٦]
  • الصلاة تكفّر السيئات وتمحو الخطايا، حيث جاء في الحديث: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ).[٧]
  • الصلاة نور ونجاة وبرهان في الآخرة لمن يحافظ عليها.
  • الصلاة سبب لرفع الدرجات وزيادة الحسنات ومحو السيئات، فإن بكل خطوة يخطوها المصلي إلى المسجد ترفع له درجة في الجنة وتحطّ عنه سيئة، جاء في الحديث: (مَن تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إلى بَيْتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إحْدَاهُما تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً).[٨]
  • ذهاب المسلم إلى الصلاة وإيابه سبب لضيافة الله تعالى له في الجنة، جاء في الحديث: (مَن غَدَا إلى المَسْجِدِ، أَوْ رَاحَ، أَعَدَّ اللَّهُ له في الجَنَّةِ نُزُلًا، كُلَّما غَدَا، أَوْ رَاحَ).[٩]
  • الصلاة سبب لمغفرة الذنوب التي تقع بين كل صلاتين، جاء في الحديث: (لا يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ فيُحْسِنُ الوُضُوءَ فيُصَلِّي صَلاةً إلَّا غَفَرَ اللَّهُ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الصَّلاةِ الَّتي تَلِيها).[١٠]
  • الصلاة من أعظم أسباب دخول الجنة برفقة النبي صلى الله عليه وسلم.
  • الصلاة سبب لصلاة الملائكة على العبد ما دام في مصلاه، جاء في الحديث: (وَالْمَلَائِكَةُ يُصَلُّونَ علَى أَحَدِكُمْ ما دَامَ في مَجْلِسِهِ الذي صَلَّى فيه يقولونَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ له، اللَّهُمَّ تُبْ عليه، ما لَمْ يُؤْذِ فِيهِ، ما لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ).[١١]
  • الصلاة سبب للحصول على الأجر العظيم والفضل الكبير، فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه أن من يخرج من بيته لأداء فريضة الصلاة يُكتب له من الأجر مثل أجر الحاج المحرم، فجاء في الحديث: (مَن خرجَ من بيتِه متطَهرًا إلى صلاةٍ مَكتوبةٍ فأجرُه كأجرِ الحاجِّ المحرمِ).[١٢]


المراجع

  1. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 411. بتصرّف.
  2. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 655-657. بتصرّف.
  3. سعيد القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام، صفحة 26-32. بتصرّف.
  4. سورة العنكوت ، آية:45
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:85، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله ، الصفحة أو الرقم:668، صحيح.
  7. رواه صحيح مسلم، في مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:233، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:666، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:669، صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:227، صحيح.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:649، صحيح.
  12. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن أبو أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:558، حسن.