كل ما يتعلق بصلاة الجنازة للنساء

صلاة الجنازة هي فرض كفاية على المسلمين رجالًا ونساءً، أي أنه إن قام بها بعضهم سقطت عن البقية، وقد ثبت ذلك في السنة النبوية الشريفة، إذ لم تذكر صلاة الجنازة في القرآن الكريم، ويجوز للنساء أداء صلاة الجنازة لكونهن مخاطبة بالشريعة كما الرجال، ولم يرد أي نص ينهى النساء عن صلاة الجنازة كما ورد النهي عن تشييع الجنازة واتباعها إلى المقبرة، ويذكر أن صلاة الجنازة فيها فضلان، فضلٌ للميت وفضلٌ لمن صلى، ولمزيد من المعلومات المتعلقة بصلاة الجناة للنساء، سنتابع هذا المقال لتوضيح أبرز ما يتعلق فيها.^[١]

فضل صلاة الجنازة للنساء

في فضل صلاة الجنازة لا يوجد فرق بين الرجال والنساء، وكما ذكرنا في المقدمة فإن لها فضلين؛ الأول للميت، إذ يُشفِع الله من صلى الجنازة بالميت،^[٢] وذلك استنادًا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام (ما من مُسلمٍ يُصلِّي عليه أُمَّةٌ إلَّا شُفِّعوا فيه)،^[٣]وأما الفضل الثاني فهو لمن صلى وله قيراط من الحسنات، وقيل أن القيراط كمثل جبل أحد، وذلك استنادًا للحديث الشريف (مَن صَلَّى على جِنازةٍ، فلهُ قيراطٌ، فإنِ انتَظَرَ حتى يُفرَغَ منها فلهُ قيراطانِ)،^[٤]وجاء في الحديث أن الزيادة في الفضل تكون في اتباع الجنازة حتى تدفن.^[٢]

كيفية صلاة الجنازة للنساء

يصلي كل من الرجال والنساء بنفس الصفة، إذ تكون صلاة الجنازة أربع تكبيرات وقوفًا ليس فيها ركوع أو سجود، ولا يجوز أن يكون في نفس الصف رجال ونساء، أو أن تتقدم صفوف النساء صفوف الرجال، ويقف فيها الإمام عند رأس الجنازة إذا كان رجلًا وعند وسطها إذا كانت امرأة، وتؤدى الصلاة على النحو التالي:^[٥]

• يكبر الإمام التكبيرة الأولى، ويكبر وراءه المصلون، ويقرأ بفاتحة الكتاب بعد الاستعاذة بالله من الشيطان والتسمية، وتكون القراءة سرًا، ويجوز الجهر بصوت خافت إن كان القصد منها التعليم، كما يجوز قراءة سورة قصيرة، وذلك استنادًا للحديث الشريف (لاَ صلاةَ لمن لم يقرأ بفاتحةِ الْكتابِ فصاعدًا)^[٦]
• يكبر الإمام ثانيًا، ويكبر وراءه المصلون، ويصلي على النبي -عليه الصلاة والسلام- كما في الجلوس الأخير لكل صلاة وهي (اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد).
• يكبر الإمام ثالثًا، ويكبر وراءه المصلون، يدعون للميت بما يشاؤون من الدعاء، ومن المستحب الدعاء بالأدعية الواردة في السنة مثل: (اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، اللهم أدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النار)
• يكبر الإمام رابعًا، ويكبر وراءه المصلون، ثم يسكت قليلًا ثم يسلم، ويجوز الدعاء (اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده) قبل التسليم.

رأي العلماء في صلاة الجنازة للنساء

لا ينكر أي من العلماء صلاة المرأة للجنازة، وذلك لعدم وجود نهي عنها، وإنما نهيت المرأة عن تشييع الجنازة والذهاب للمقبرة، ولذلك تنهى المرأة عن صلاة الجنازة إذا كان فيها اتباع للجنازة قبل الصلاة، كما ذهب بعض العلماء إلى أن أفضل صلاة المرأة في بيتها، لذلك لا يستحب للمرأة صلاة الجنازة مع عدم إنكارها.

وقد استند العلماء على عدم استحباب صلاة الجنازة للنساء من حديث الرسول عليه الصلاة والسلام (عن عَمَّتِه أُمِّ حُمَيدٍ امرأةِ أبي حُمَيدٍ الساعِديِّ أنَّها جاءتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أُحِبُّ الصَّلاةَ معك، قال: قد عَلِمتُ أنَّكِ تُحِبينَ الصَّلاةَ معي، وصَلاتُكِ في بَيتِك خيرٌ لكِ من صلاتِكِ في حُجرتِكِ، وصَلاتُكِ في حُجرتِكِ خيرٌ من صَلاتِكِ في دارِكِ، وصَلاتُكِ في دارِكِ خيرٌ لكِ من صَلاتِكِ في مسجِدِ قومِكِ، وصلاتُكِ في مسجِدِ قومِكِ خيرٌ لك من صَلاتِكِ في مسجِدي، قال: فأَمَرَتْ، فبُنِيَ لها مسجِدٌ في أقصى شَيءٍ من بيتِها أو أظلَمِه، فكانتْ تُصَلي فيه حتى لَقِيَتِ اللهَ عزَّ وجلَّ)،^[٧]وذلك لأن الصلاة مفروضة يستحب للنساء أداؤها في بيتها، وإن كان يستحب للنساء الخروج للصلاة لكانت للمفروضة، والله أعلم.^[٨]