مبطلات الصلاة

تؤدّى الصلاة بالإتيان بأقوالٍ وأفعالٍ مخصوصةٍ محددةٍ، فيجب أداء الصلاة بالإتيان بشروطها وأركانها لتكون كاملةً على الصفة التي ثبتت عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن مالك بن الحويرث -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي)،[١] وقد يأتي المصلّي بأمرٍ يخالف الكيفية الصحيحة للصلاة ممّا يؤدي إلى بطلانها؛ أي خروج الصلاة عن حقيقتها وعن كونها عبادةً.[٢]


أنواع الحركة في الصلاة

تتفرّع الحركة في الصلاة إلى خمسة أنواعٍ بيانها آتياً:[٣]

  • الحركة الواجبة: وهي الحركة التي يجب الإتيان بها لتصبح الصلاة صحيحةً، كمَن يصلّي إلى غير اتّجاه القبلة وأُخبر في صلاته بالاتّجاه الصحيح للقبلة؛ فيجب عليه حينها التحرّك نحو القبلة.
  • الحركة المحرّمة: وهي الحركات الكثيرة المتوالية التي يأتي بها المصلّي دون حاجةٍ أو ضرورةٍ، وتبطل الصلاة بسببها، كمَن يبعث كثيراً في لحيته، أو بإحدى حواسه، أو بساعته.
  • الحركة المكروهة: وهي الحركات التي تؤدّى في الصلاة عبثاً؛ كمَن يعبث بالساعة، أو بالأنف، أو باليد، أو باللحية، وغيرها، وإن كانت كثيرةً متواليةً انتقلت إلى الحركات المحرّمة.
  • الحركة المستحبة: وهي الحركة التي يأتي بها المصلّي لفعل مستحبٍ من مستحبات الصلاة، كالتقدّم أو التأخّر في صفّ الصلاة ليصبح مستوياً لا اعوجاج فيه، أو التحرّك في صف الصلاة لسدّ خللٍ ما فيه، وبذلك تكون الصلاة كاملةً.
  • الحركة المباحة: وهي الحركات القليلة التي تؤدّى في الصلاة دون حاجةٍ، أو الحركات الكثيرة التي تؤدّى لضرورةٍ.


كم عدد الحركات المبطلة للصلاة؟

اتّفق العلماء على أنّ الصلاة تبطل بالعمل الكثير والحركات الكثيرة، إلّا أنّهم اختلفوا في حدّ ومقدار العمل الكثير الذي يُبطل الصلاة، وبيان ما ذهبوا إليه آتياً:[٤]

  • الحنفية والمالكية: قالوا إنّ العمل الكثير الذي يُبطل الصلاة هو الذي لا يُوقع الشكّ عند مَن ينظر إلى المصلّي أنّ ذلك الفعل ليس من الصلاة، فإن شكّ الناظر أنّ المصلّي أتى بعملٍ كثيرٍ ليس من الصلاة؛ فالصلاة باطلةٌ، وتُستثنى من ذلك الحركات الكثيرة إن كانت لتحقيق صحة الصلاة، فلو تركها لكانت الصلاة باطلةً.
  • الشافعية والحنابلة: قالوا إنّ معرفة الحركة الكثيرة والقليلة في الصلاة ترجع إلى العُرف، فما تعارف عليه بين الناس أنّه قليل فيُحكم عليه بالقليل الذي لا يُبطل الصلاة، أمّا ما تعارف عليه الناي أنّه كثيرٌ فيُحكم عليه بالكثير الذي يُبطل الصلاة، مع الإشارة إلى أنّ الحركة التي تؤدّى عن قصدٍ وعمدٍ تُبطل الصلاة سواءً كانت قليلةً أم كثيرةً.


وبناءً على ما سبق فلم تحدّد الحركات المُبطلة للصلاة بعددٍ معيّنٍ، فالحركات التي تُبطل الصلاة هي الحركات التي تُنافيها، بحيث أنّ مَن رأى المصلّي شكّ أنّه ليس في صلاةٍ، أو الحركة الكثير عُرفاً؛ أي أنّ الحركات التي عُرفت بين الناس بالحركات الكثير فإنّها تُبطل الصلاة أيضاً.[٣]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم:6008، صحيح.
  2. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمد صالح المنجد (31/8/2004)، "الحركة في الصلاة"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 30/3/2021. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 127-126. بتصرّف.