الشكر

الشُكر في اللغة يُطلق على: الاعتراف بالمعروف والفضل المُقدّم من الغير، والعمل على نشره، وتقديم الثناء والمدح على مَن قدّمه، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم بقول الله -تعالى-: (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّـهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)،[١] وحقيقة الشُكر تكون وتتحقّق بالاعتراف بالنِّعم باللسان، والإقرار بها في القلب والنَّفس، واستعمالها في الخير والبرّ، أمّا الشكر في الشَّرع فيُطلق على: استعمال وصرف نِعَم الله -تعالى- على العبد بطاعته وعبادته وما يحقّق رضاه.[٢]


كيفية سجود الشكر للنساء

شروط سجود الشكر للنساء

اختلف العلماء في الاشتراط لسجود الشكر ما يُشترط في الصلاة؛ من الطهارة واستقبال القبلة وستر العورة، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[٣]

  • الحنفية والشافعية وبعض المالكية وأكثر الحنابلة: قالوا باشتراط الطهارة واستقبال القبلة وستر العورة لسجود الشكر؛ لأنّ المقصود من السجود التقرّب من الله -تعالى-، فيأخذ أحكام سجود الصلاة، واستدلالاً بعموم قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مِفتاحُ الصلاةِ الطُّهورُ وتحريمُها التكبيرُ وتحليلُها التسليمُ)،[٤] وقوله: (لا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاةَ أحَدِكُمْ إذا أحْدَثَ حتَّى يَتَوَضَّأَ)،[٥] وقوله أيضاً: (لا يقبلُ اللَّهُ صلاةً بغيرِ طُهورٍ، ولا صدقةً مِن غُلولٍ).[٦]
  • بعض المالكية وبعض الحنابلة: قالوا بعدم اشتراط استقبال القبلة والطهارة وستر العورة لسجود الشُكر، وقد استدلّوا بعدّة أدلةٍ بيانها آتياً:
  • عدم وجود أي دليلٍ ينصّ على الاشترط لسجود الشكر ما يُشترط للصلاة.
  • أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يؤدي سجود الشكر فور سماعه لِما يسرّه من الأخبار، أي أنّه لم يكن ينتظر الطهر للسجود شُكراً لله -سبحانه-.
  • أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لم يبيّن للأمّة ويحدّد لها الأمور الواجبة قبل أداء سجود الشكر، أي أنّه لا يُشترط أي أمرٍ له.
  • أنّ سجود الشُكر يؤدّى فور تحقّق سببه، سواءً كان مَن يريد أداؤه على طهارةٍ وساتراً للعورة ومستقبلاً للقبلة أم لا، وإن أراد تأخيره إلى ما بعد تحقّق تلك الأمور؛ لفات وذهب سببه.


كيفية سجود الشكر للنساء

يؤدّى سجود الشكر بالسجود مرةً واحدةً على الأرض، دون تكبيرٍ عند السجود أو عند رفع الرأس منه، ودون تشهّدٍ أو سلامٍ بعده،[٧] ويُمكن أداؤه بكيفيةٍ وطريقةٍ أخرى أيضاً؛ بالتطهّر وستر العورة واستقبال القبلة -بناءً على قول العلماء القائلين باشتراطها- والتكبير والسجود وتسبيح الله فيه ثمّ رفع الرأس من السجود مع التكبير أيضاً دون تشهّدٍ أو سلامٍ،[٨] والتسبيح في سجود الشُكر لا يختلف عن التسبيح في سجود الصلاة؛ فيُمكن للساجد شُكراً لربّه التسبيح بعدّة صيغٍ منها:[٩]

  • (سبحان ربي الأعلى).
  • (سبحان ربي الأعلى وبحمده).
  • (سُبُّوح، قُدُّوس، ربُّ الملائكة والرُّوح).[١٠]
  • (سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا وبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي).[١١]
  • (اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ).[١٢]
  • (سبحانَ ذي الجبروتِ والملَكوتِ والْكبرياءِ والعظمةِ).[١٣]

المراجع

  1. سورة لقمان، آية:12
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 245. بتصرّف.
  3. إبناس الجبوري، حكم سجود الشكر في الفقه الإسلامي، صفحة 269-270. بتصرّف.
  4. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2/218، إسناده صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6954، صحيح.
  6. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أسامة بن عمير الهذلي، الصفحة أو الرقم:139، صحيح.
  7. محمد صالح المنجد (13/11/2009)، "هل لسجود الشكر شروط ؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 21/3/2021. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 249-248. بتصرّف.
  9. محمد صالح المنجد (1/5/2002)، "ماذا يقول في سجود الشكر؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 21/3/2021. بتصرّف.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:487، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4293، صحيح.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:771، صحيح.
  13. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم:1131، صحيح.