كيف تصلي المرأة الحامل؟

معنى اليُسر في الشريعة

اليُسر في اللغة يضاد العُسر في اللغة، ومن ذلك ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ)؛^[١] أي أنّ الدين الإسلامي دينٌ سهلٌ سمحٌ ليس شديداً أو صعباً، أمّا اليُسر في الشريعة الإسلامية فيُراد به: تطبيق الأحكام الشرعيّة بصورةٍ معتدلةٍ كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية دون تحريم حلالٍ أو تحليل حرامٍ.^[٢]

كيف تصلّي المرأة الحامل؟

تُعامل الحامل في أحكام الشريعة الإسلامية معاملة المريض، ويجب على المريض أن يؤدي ما يستطيع من أركان وواجبات الصلاة، أمّا ما لا يستطيعه ويقدر عليه؛ فيسقط عنه، ولذلك فصلاة المرأة الحامل قائمةٌ على عدّة أُسسٍ وقواعدٍ بيانها آتياً:^[٣]

• يجب على المرأة الحامل أن تؤدي الصلاة وهي قائمةٌ إن كانت قادرةً على ذلك، ولا يجوز لها الجلوس إلّا إن كان القيام يشقّ عليها مشقّةً شديدةً؛ فيجوز لها حينها أداء الصلاة وهي جالسةٌ دون حرجٍ.
• تصلّي المرأة الحامل جالسةً إن شقّ عليها القيام، والأفضل أن تجلس على الأرض، ويجوز لها الجلوس على الكرسي، فالسُنة الجلوس تربّعاً ولا يُمكن ذلك بالجلوس على الكرسي، إلّا أنّ التربّع ليس واجباً، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عمران بن الحصين -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ)،^[٤] فالحديث النبويّ يدلّ على أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لم يحدّد كيفية الجلوس، بل جعل كيفيته بحسب ما يتيسّر للمصلّي.
• تؤدّي المرأة الحامل السجود والركوع بانحناء الظَّهر، إن لم تستطع أداؤهما بالكيفية الصحيحة، وتجعل الانحناء في السجود أخفض من الانحناء للركوع؛ أي أنّها تحني ظَهْرها أكثر في السجود.

صورٌ من تيسير الشريعة الإسلامية

ظهر يُسر الشريعة الإسلامية في العديد من الأحكام والمسائل، بيان وتفصيل البعض منها آتياً:

• التخفيف من الصلاة في السفر؛ فرخّصت الشريعة الإسلامية للمسافر أداء الصلاة الرباعيّة ركعتَين؛ وذلك بسبب سفره والمشقة الواقعة فيه، فقد ثبت عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ علَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في الحَضَرِ أَرْبَعًا، وفي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وفي الخَوْفِ رَكْعَةً)،^[٥] كما رخصّت للمسافر الجمع بين صلاتي الظُهر والعصر وبين صلاتي المغرب والعشاء، بالإضافة إلى الإفطار في رمضان له؛ على أن يقضي ما أفطر بعد انقضاء سفره، قال -تعالى-: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).^[٦][٧]
• رخصّ الإسلام بالطهارة في عدّة صورٍ، منها: مشروعيّة التيمم لمَن عجز عن استعمال الماء للطهارة، قال -تعالى-: (وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا).^[٨][٩]