السور التي تُقرأ في صلاة الاستخارة

ذكر أهل العلم ما يُستحبّ قراءته بعد سورة الفاتحة في ركعتيّ صلاة الاستخارة، وبيان أقوالهم فيما يأتي:[١]

  • جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية

قالوا باستحباب قراءة سورة الكافرون بعد الفاتحة في الركعة الأولى، وقراءة سورة الإخلاص بعد الفاتحة في الركعة الثانية، مع جواز الزيادة على ذلك بالآيات التي تتضمّن ذِكر الخِيرة في القرآن، وقد علّل النووي استحباب قراءة هاتين السورتين بأنّ المراد من صلاة الاستخارة هو إظهار العجز والفقر إلى الله -تعالى-، والحاجة إلى توفيقه، وإخلاص اللّجوء إليه، وصدق تفويض الأمور إليه، وقد تضمّنت سورة الكافرون والإخلاص هذه المعاني.


  • الحنابلة

يرى الحنابلة وبعض الفقهاء أنّ الأمر في ذلك واسع، ولم يقولوا باستحباب قراءة سور أو آيات محدّدة في صلاة الاستخارة.


  • بعض السّلف وأهل العلم

يرى بعض السلف استحباب زيادة القراءة في الركعة الأولى بقول الله -تعالى-: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ وَهُوَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُْولَى وَالآْخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)،[٢] ويُستحبّ في الركعة الثانية قراءة قوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَل ضَلاَلاً مُبِينًا).[٣]


الدعاء المأثور بعد صلاة الاستخارة

يُستحبّ للمسلم عند قراءة دعاء صلاة الاستخارة أن يفتتح دعاءه بالثناء على الله -تعالى- والصلاة على نبيّه الكريم رافعاً يديه بتضرُّعٍ إلى الله، ويختم دعاءه بذلك،[٤] أمّا ما يدعوه في صلاة الاستخارة فهو الدعاء المأثور عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وهو قول: (اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ).[٥]


ويُكمل الدعاء فيقول: (اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِي، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي به، ويُسَمِّي حَاجَتَهُ).[٥][٦]


موطن قراءة دعاء الاستخارة

تعدّدت آراء الفقهاء في موطن قراءة دعاء الاستخارة، فمنهم مَن قال بالدعاء به بعد التسليم من الصلاة، وهو قول أكثر أهل العلم، ومنهم مَن قال بالدعاء به قبل التسليم، وتوضيح ذلك فيما يأتي:[٧]

  • القول الأول: يُقال دعاء الاستخارة بعد السلام من الصلاة، لأنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذَا هَمَّ بالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يقولُ ...)،[٨] وهذه الصيغة تُفيد التراخي، فدلّ حرف التراخي "ثمّ" على أنّ الدعاء يُقال بعد التسليم من صلاة الاستخارة.
  • القول الثاني: يُقال دعاء الاستخارة قبل السلام من الصلاة، لأنّ صيغة "ثمّ يقول" تدلّ على الاتصال بين الدعاء والصلاة، ولأنّ ما قبل السلام من الصلاة عموماً موطنٌ من مواطن الدعاء.
  • القول الثالث: إنّ الأمر في ذلك واسع، فيجوز قول الدعاء قبل السلام من الصلاة ويجوز بعده، ورجّح هذا القول ابن تيمية.

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 245، جزء 3. بتصرّف.
  2. سورة القصص، آية:68
  3. سورة الأحزاب، آية:36
  4. د. حسام عفانة، فتاوى د. حسام عفانة، صفحة 200، جزء 6. بتصرّف.
  5. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:6382، صحيح.
  6. محمد التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 699-700، جزء 2.
  7. عقيل الشهري، صلاة الاستخارة مسائل فقهية وفوائد تربوية، صفحة 24. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:6382، صحيح.