صلاة العيد

شُرعت صلاة العيد في يومي الفطر والأضحى إظهاراً لشعائر الإسلام ومظاهره، إذ تعدّ صلاة العيد شعيرةً من أعظم الشعائر التي تُظهر اتّحاد المسلمين واجتماعهم على أداء العبادات والطاعات، بالإضافة إلى أنّ صلاة العيد فيها شُكراً لله -سبحانه-؛ فصلاة عيد الفطر شكراً لله على إتمام صيام شهر رمضان، وصلاة عيد الأضحى شُكراً له -سبحانه- على إتمام مناسك الحجّ إلى بيته الحرام.[١]


ما فضل صلاة العيد؟

لم تُخصّ صلاة العيد بفضلٍ وأجرٍ زيادةً على فضائل وأُجور الأعمال الصالحة والطاعات بشكلٍ عامٍ، وقد وردت بعض الفضائل المترتّبة على صلاة العيد، وفيما يأتي بيانٌ لبعض الفضائل المترتّبة على الأعمال الصالحة والطاعات وصلاة العيد:[٢]

  • وعد الله -عزّ وجلّ- بالثواب الجزيل المُضاعف في الدنيا والآخرة على الأعمال الصالحة والطاعات، قال -سبحانه-: (مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ).[٣]
  • وعد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بدخول الجنّة لمَن اقتدى به واتّبعه في الأوامر، فقد أخرج البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ).[٤]
  • بُشّر مَن أدّى صلاة عيد الفطر بالفلاح وطهارة نفسه من الأخلاق السيئة، وذلك استدلالاً بتفسير الإمام السعديّ لقول الله -تعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى*وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)،[٥] إذ قال أنّ لفظ (تزكّى) يعني إخراج زكاة الفطر، ولفظ (فصلّى) يدلّ على صلاة العيد، أيّ أنّ من أخرج وأدّى زكاة عيد الفطر ثمّ أدى صلاة العيد فيكون قد حقٌّ لنفسه الفلاح والطهارة من الأخلاق السيئة.
  • ينال مَن أدّى صلاة عيد الأضحى أجراً كبيراً مُضاعفاً، باعتبارها من النوافل التي تؤدّى في الأيام العشر من ذي الحجّة التي تعدّ أفضل أيام السنة، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ)،[٦] كما قال -عليه السلام-: (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ)،[٧] ويُراد بيوم النَّحر اليوم الأول من عيد الأضحى، أمّا يوم القرّ فهو اليوم الثاني منه.
  • ينال مَن أدّى صلاة العيد أجر التقرّب من الله -سبحانه- بالنوافل التي يحبّها، ووعد مَن أدّاها بالعديد من الفضائل، كما ثبت في الصحيح فيما يرويه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن ربّه -عزّ وجلّ-: (مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ).[٨][٩]


المراجع

  1. "الحِكمةُ من تشريعِ العِيدينِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 31/3/2021. بتصرّف.
  2. محمد صالح المنجد (11/3/2019)، "ماهو أجر صلاه العيدين؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 31/3/2021. بتصرّف.
  3. سورة النحل، آية:97
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7280، صحيح.
  5. سورة الأعلى، آية:14-15
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:969، صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن قرط، الصفحة أو الرقم:1765، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6502، صحيح.
  9. "فضل صلاة العيدين"، إسلام ويب، 24/12/2012، اطّلع عليه بتاريخ 31/3/2021. بتصرّف.