تعريف الصلاة الوسطى

الوسطى في اللغة مؤنث أوسط، أي الشيء الواقع بين طرفين، وقد اختلف العلماء في تحديد الصلاة الوسطى، وبيان خلافهم آتياً:[١]

  • الحنفية والحنابلة: قالوا إنّ الصلاة الوسطى هي صلاة العصر.
  • المالكية والشافعية: قالوا إنّ الصلاة الوسطى هي صلاة الفجر.


سبب تسمية الصلاة الوسطى بهذا الاسم

اختلف العلماء في بيان سبب تسمية الصلاة الوسطى بهذا الاسم بناءً على اختلافهم في تحديد الصلاة الوسطى، وبيان ذلك آتياً:[١]

  • علّل القائلون بأنّ صلاة الفجر الصلاة الوسطى لأنّها مسبوقةٌ بصلاتي ليلٍ يُجهر بهما؛ أي صلاتي المغرب والعشاء، ومتبوعةٌ بصلاتي نهارٍ يُسرّ فيهما؛ أي الظُّهر والعصر، كما أنّ وقت صلاة الفجر يدخل وقت نوم العباد والقيام لأدائها شاقٌّ خاصّةً في ليالي الشتاء والبرد، وفي الصيف أيضاً؛ لقصر وقت الليل، فلذلك خُصّت بالذكر؛ لتكون الخصوصية سبباً للمحافظة على أدائها، وقد استدلّوا بقول الله -تعالى-: (وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ)،[٢] استدلالاً بأنّ الصلاة الوسطى مقرونةٌ بالقنوت الذي يكون في صلاة الفجر.
  • علّل القائلون بأنّ صلاة العصر الصلاة الوسطى لأنّها تفصل بين صلاتين من الليل وصلاتين من النهار، واستدلالاً بما أخرجه الإمام مُسلم في صحيحه عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: (قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ الأحْزَابِ: شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الوُسْطَى، صَلَاةِ العَصْرِ، مَلأَ اللَّهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، ثُمَّ صَلَّاهَا بيْنَ العِشَاءَيْنِ، بيْنَ المَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ)،[٣] ولِما أخرجه أيضاً الإمام مُسلم في صحيحه عن أبي بصرة الغفاري -رضي الله عنه- أنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ هذِه الصَّلَاةَ عُرِضَتْ علَى مَن كانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا، فمَن حَافَظَ عَلَيْهَا كانَ له أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَهَا حتَّى يَطْلُعَ الشَّاهِدُ وَالشَّاهِدُ: النَّجْمُ)،[٤] واستدلالاً بما ثبت في الصحيح عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ العَصْرِ، كَأنَّما وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ)،[٥] وقال الإمام النووي -رحمه الله-: "الَّذِي تَقْتَضِيهِ الأَْحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ: إِنَّ الصَّلاَةَ الْوُسْطَى هِيَ الْعَصْرُ، وَهُوَ الْمُخْتَارُ".


فضل صلاتي الفجر والعصر

تترتّب العديد من الفضائل على أداء صلاتي الفجر والعصر، منها:

  • نيل الأجر العظيم والثواب الجزيل عليهما، إذ إنّ المحافظة على صلاتي الفجر والعصر سببٌ من أسباب دخول الجنة، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ)،[٦] والمراد بالبُردين؛ صلاتي الفجر والعصر.[٧]
  • ورد التغليظ على ترك صلاة العصر في عدّة أحاديث، منها: ما أخرجه البخاري في صحيحه أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "مَن تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ فقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ".[٨][٩]
  • أداء صلاة الفجر في وقتها، والمحافظة عليها من الأسباب التي تجعل العبد في ضمان وحماية الله -عزّ وجلّ-، كما ثبت في صحيح مسلم أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "مَن صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ، فإنَّه مَن يَطْلُبْهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ يُدْرِكْهُ، ثُمَّ يَكُبَّهُ علَى وَجْهِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ".[١٠][١١]


المراجع

  1. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 304-302. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية:238
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:627، صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي بصرة الغفاري، الصفحة أو الرقم:830، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:626، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:574، صحيح.
  7. راشد العبد الكريم، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية، صفحة 158-157.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:553، صحيح.
  9. القسطلاني، كتاب شرح القسطلاني إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، صفحة 495. بتصرّف.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جندب بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:657، صحيح.
  11. د. أمين بن عبدالله الشقاوي (20/8/2014)، "فضل صلاة الفجر"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2021. بتصرّف.