الصلاة ركن عظيم من أركان الإسلام الخمسة بعد الشهادتين، وهي عبادة ذات أقوال وأفعال مخصوصة، من ركوع وسجود وقيام وقراءة الفاتحة وغيرهم، تفتتح بالتكبير وتختتم بالتسليم، وتشتمل الصلاة على أركان وواجبات وسنن، وسنن الصلاة هي مجموعة من الأقوال والأفعال يستحب الإتيان بها في الصلاة، ويثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، حيث لا تبطل الصلاة بتركها.[١]


سنن الصلاة

تنقسم السنن في الصلاة إلى قسمين؛ سنن قولية وسنن فعلية، وفيما يأتي بيان ذلك:[٢][٣]


1- سنن الصلاة القولية

فيما يأتي بيان سنن الصلاة القولية:

  • دعاء الاستفتاح: وهو الذكر الذي يقال بعد تكبيرة الإحرام، وقبل قراءة سورة الفاتحة، وورد فيه صيغ عدة، منها: (سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ تبارَكَ اسمُكَ وتَعالى جدُّكَ ولا إلَهَ غيرُكَ).[٤]
  • القراءة بعد الفاتحة: حيث يسن للمصلي في الركعتين الأوليين بعد الانتهاء من الفاتحة أن يقرأ بعضاً من آيات أو سور القرآن الكريم، فعن الصحابي الجليل أبي قتادة رضي الله عنه قال: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقْرَأُ في الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ والْعَصْرِ، بفاتِحَةِ الكِتابِ وسُورَةٍ ويُسْمِعُنا الآيَةَ أحْيانًا، ويَقْرَأُ في الرَّكْعَتَيْنِ الأُخْرَيَيْنِ بفاتِحَةِ الكِتابِ).[٥]
  • التأمين بعد الفاتحة: حيث اتفق الفقهاء على أن التأمين بعد قراءة الفاتحة من سنن الصلاة، سواء كان منفرداً أو إماماً أو مأموماً.
  • الجهر والإسرار في القراءة: حيث إنه من سنن الصلاة أن يجهر المصلي القراءة في صلاة الفجر وفي الركعتين الأوليين من صلاتي المغرب والعشاء، ويسرّ القراءة في صلاتي الظهر والعصر.
  • الزيادة في تسبيح الركوع والسجود: حيث إنه من سنن الصلاة أن يزيد المصلي التسبيح في ركوعه وسجوده أكثر من مرة، وأن يقول في ركوعه وسجوده من الأذكار والأدعية الواردة في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل قول: (سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ المَلَائِكَةِ والرُّوحِ).[٦]
  • الزيادة على الذكر بعد القيام من الركوع: حيث يسن عند الرفع من الركوع أن يقول المصلي: (رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ مِلْءُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ومِلْءُ ما شِئْتَ مِن شيءٍ بَعْدُ، أهْلَ الثَّنَاءِ والْمَجْدِ، أحَقُّ ما قالَ العَبْدُ، وكُلُّنَا لكَ عَبْدٌ: اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِما أعْطَيْتَ، ولَا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ، ولَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ).[٧]
  • الإكثار من الدعاء في السجود: حيث يسن للمصلي أن يكثر الدعاء في سجوده، لقوله صلى الله عليه وسلم: (وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ).[٨]
  • الدعاء في الجلوس بين السجدتين: حيث يقول فيه: "اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واجبرني واهدني وارزقني"، أو يزيد في سؤاله المغفرة، فيقول: "رب اغفر لي"، أكثر من مرة.
  • الدعاء بعد التشهد الأخير: فإن من سنن الصلاة أن يدعو المسلم بعد الفراغ من التشهد الأخير وقبل التسليم، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الآخِرِ، فَلْيَتَعَوَّذْ باللَّهِ مِن أَرْبَعٍ: مِن عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ المَسِيحِ الدَّجَّالِ).[٩]


2- سنن الصلاة الفعلية

فيما يأتي بيان سنن الصلاة الفعلية:

  • وضع سترة: يسن للمصلي أن يضع أمامه ستره يصلي إليها، تمنع من مرور أحد أمامه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا صلى أحدُكم فليصلِّ إلى سترةٍ).[١٠]
  • رفع اليدين حذو المنكبين أو الأذنين: فقد اتفق الفقهاء على أنه يسن رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، والرفع منه، وعند النزول للسجود، وعند القيام من التشهد الأول للركعة الثالثة، وتكون يديه محاذة منكبيه وأذنيه.
  • وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى: من سنن الصلاة عند قراءة الفاتحة أن يضع المصلي يده اليمنى على يده اليسرى على الصدر.
  • النظر إلى موضع السجود: حيث يسن للمصلي في صلاته أن يوجّه بصره لموضع سجوده، لِما في ذلك من زيادة الخشوع والاطمئنان.
  • وضع اليدين مفترجتي الأصابع على الركبتين في الركوع: حيث جاء في الحديث: (إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رَكَعَ ، فوضعَ يديهِ على رُكْبتيهِ كأنَّهُ قابضٌ عليهِما ووتَّرَ يديهِ فنحَّاهما عن جَنبيهِ).[١١]
  • وضع الركبتين قبل اليدين عند السجود: فعندما ينزل المصلي للسجود، يعتمد أولاً في نزوله على الركبتين ثم اليدين، وعند الرفع من السجود للقيام، يرفع أولاً يديه ثم ركبتيه.
  • تمكين الجبهة والأنف على الأرض عند السجود، وإبعاد اليدين عن الجنبين، والبطن عن الفخذين، ووضع اليدين بمحاذاة المكنبين أو الأذنيين، وضم أصابعهما ورفع المرفقين عن الأرض، ونصب أصابع القدمين وتفريجهما، مع استقبال القبلة بأصابع القدمين والكفين.
  • إطالة الجلسة بين السجدتين: فمن السنة أن يطيل في الجلسة التي بين السجدتين، وأن يجلس مفترشاً رجله اليسرى وناصباً رجله اليمنى، حيث جاء عن عائشة رضي الله عنها وهي توصف صلاة النبي صلى الله عليها وسلم: (وكانَ يَفْرِشُ رِجْلَهُ اليُسْرَى ويَنْصِبُ رِجْلَهُ اليُمْنَى).[١٢]
  • جلسة الاستراحة: حيث يسن للمصلي أن يجلس جلسة خفيفة بعد سجود الركعة الأولى والثالثة، قبل أن يقوم للركعة الثانية والرابعة، وهي ما تسمى بجلسة الاستراحة.
  • الافتراش للتشهد الأول والتورك للتشهدالأخير: فيسن للمسلم أن يجلس مفترشاً في التشهد الأول، ومتوركاً في التشهد الأخير، والتورك هو أن ينصب رجله اليمنى، ويفرش رجله اليسرى ويضعها تحت فخذه الأيمن ويخرجها، حيث جاء في الحديث عن صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم: (فَإِذَا جَلَسَ في الرَّكْعَتَيْنِ جَلَسَ علَى رِجْلِهِ اليُسْرَى، ونَصَبَ اليُمْنَى، وإذَا جَلَسَ في الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ قَدَّمَ رِجْلَهُ اليُسْرَى، ونَصَبَ الأُخْرَى وقَعَدَ علَى مَقْعَدَتِهِ).[١٣]
  • الإشارة بالسبابة في التشهد: حيث يسن للمصلي عندما يجلس للتشهد وقول الذكر الوارد أن يرفع إصبعه السبابة وينظر إليه عند رفعه، فقد جاء عن الصحابي عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا جَلَسَ في الصَّلَاةِ وضَعَ يَدَيْهِ علَى رُكْبَتَيْهِ، ورَفَعَ إصْبَعَهُ اليُمْنَى الَّتي تَلِي الإبْهَامَ، فَدَعَا بهَا ويَدَهُ اليُسْرَى علَى رُكْبَتِهِ بَاسِطَهَا عَلَيْهَا).[١٤]


المراجع

  1. كمال بن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 336. بتصرّف.
  2. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 281-295. بتصرّف.
  3. سعيد بن وهف القحطاني، أركان الصلاة، صفحة 16-23. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:664، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:451، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:487، صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:477، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:479، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:588، صحيح.
  10. رواه السوطي، في الجامع الصغير، عن سهل بن أبي حثمة، الصفحة أو الرقم:713، صحيح.
  11. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبو حميد الساعدي، الصفحة أو الرقم:260، حسن صحيح.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:498، صحيح.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو حميد الساعدي، الصفحة أو الرقم:828، صحيح.
  14. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:580، صحيح.