معنى تأخير الصلاة

يُراد بتأخير الصلاة؛ أداؤها آخر وقتها،[١] وقد وردت العديد من النصوص عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- التي ترغّب المسلم بأداء الصلاة في أوّل وقتها، إلّا أنّ المسلم قد يؤخّر الصلاة في بعض الأحيان لأسبابٍ ما، وبيان ما يتعلّق بتأخير الصلاة في المقال الآتي.[٢]


حكم تأخير الصلاة

يجوز تأخير الصلاة إلى آخر وقتها ولا حرج في ذلك؛ إذ إنّ عدم جواز التأخير ممّا يُلحق الضيق والحرج بالعباد، إلّا أنّ الإثمّ يترتّب على تأخير الصلاة عن قصدٍ إلى حين خروج وقتها،[٣] ويُستدلّ على جواز تأخير الصلاة إلى آخر وقتها ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أجاب مَن سأله عن أوقات الصلاة بعد أنّ بين له أول وآخر وقت كلّ صلاةٍ: (الوَقْتُ بيْنَ هَذَيْنِ)،[٤] ويُستثنى ممّا سبق: تحريم تأخير الصلاة إلى آخر وقتها إن حضرت صلاة الجماعة، ما لم يُعذر المصلّي بترك الجماعة، ومن الجدير بالذكر أنّ الأفضل أداء الصلاة في أول وقتها باستثناء صلاتي الظُّهر والعشاء.[٥]


حكم تأخير الصلوات إلى الليل

لا يجوز تأخير أداء جميع الصلوات إلى الليل لأيّ عُذرٍ من الأعذار غير المُبيحة لتأخير جميع الصلوات، فالأولى بالمسلم المحافظة على أداء كلّ صلاةٍ في وقتها ما لم يُعذرٍ بعُذرٍ ما مبيحاً لتأخيرها جميعاً، فعلى سبيل المثال لا يُمكن تأخير أداء جميع الصلوات إلى الليل بحُجّة العمل طوال النهار.[٦]


الأعذار المُبيحة لتأخير الصلاة عن وقتها

يُعذر مَن أخّر الصلاة بسبب: النوم والنسيان والغفلة.[٧]


مسائل فرعية في تأخير الصلاة

بيّن العلماء حكم عددٍ من المسائل المتعلّقة بتأخير الصلاة، بيان بعضها آتياً:


تأخير الصلاة بسبب الخوف

اختلف العلماء في مسألة تأخير الصلاة بسبب الخوف، وبيان اختلافهم آتياً:[٨]

  • جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة: قالوا بعدم جواز تأخير الصلاة بسبب الخوف أو الشدّة أو غيرهما من الظروف إلى حين دخول وقت الصلاة التي بعدها، وإنّما تؤدّى الصلاة في وقتها على الهيئة المعروفة؛ أي صلاة الخوف.
  • أبو حنيفة: قال بجواز تأخير الصلاة بسبب شدّة الخوف.


تأخير الطبيب للصلاة لطول مدّة العملية الجراحية

تجدر الإشارة إلى أنّه لا بدّ أولاً من مراعاة إجراء العمليات الجراحية في الوقت الذي لا تفوت فيه أيّ صلاةٍ من الصلوات، أمّا في حال الضرورة التي تقدّر بقدرها فيجوز للطبيب الجمع بين الصلوات التي يجوز جمعها إمّا تقديماً أو تأخيراً؛ أي جمع الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، أمّا الصلوات التي لا تُجمع مع غيرها؛ كالفجر مع العشاء أو مع الظهر، والعصر مع المغرب؛ فإمّا أن تؤدّى في وقتها إن تمكّن الطبيب من إنابة غيره عنه، وإمّا أن يؤخّرها ويؤديها بعد انقضاء وقتها، ولا حرج في ذلك.[٩]


المراجع

  1. محمد صالح المنجد (6/3/2003)، "تأخير الصلاة"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
  2. أحمد حطيبة، شرح الترغيب والترهيب للمنذري، صفحة 2. بتصرّف.
  3. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 676. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:614، صحيح.
  5. محمد صالح المنجد (6/3/2003)، "تأخير الصلاة"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
  6. عادل بن سعد، الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 290. بتصرّف.
  7. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1153. بتصرّف.
  8. محمد نعيم ساعي، موسوعة مسائل الجمهور في الفقه الإسلامي، صفحة 218. بتصرّف.
  9. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الطب والمرضى، صفحة 83. بتصرّف.