سنن الصلاة

سنن الصلاة هي: الأقوال والأفعال التي لا تبطل الصلاة بتركها، سواءً تركها المصلّي عمداً وقصداً أم جهلاً ونسياناً، ومن سنن الصلاة: رفع اليدين فيها، على خلاف بين العلماء في بعض المسائل، وفي المقال الآتي التفصيل والبيان.[١]


حكم رفع اليدين في الصلاة ومواضع رفعهما

بيان مواضع رفع اليدَين في الصلاة وحكم الرفع في كلّ موضعٍ فيما يأتي:[٢][٣]

  • عند تكبيرة الإحرام: اتّفق العلماء على أنّه يُسنّ للمصلّي رفع اليدَين عند تكبيرة الإحرام، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ إذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ).[٤][٥]
  • عند الركوع وعند الرفع منه: اختلف العلماء في حكم رفع اليدَين وعند الرفع منه، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[٦]
  • الحنفية والمالكية: قالوا بعدة جواز رفع اليدَين في الصلاة إلّا عند تكبيرة الإحرام، وقد استدلّوا بما ورد عن عبدالله بن مسعود قال: (ألا أصلِّي بِكُم صَلاةَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فصلَّى فلَم يرفَع يديهِ إلَّا في أوَّلِ مرَّةٍ).[٧]
  • الشافعية والحنابلة: قالوا إنّ رفع اليدَين عند الركوع وعند الرفع منه من السنن الثابتة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وقد استدلّوا بما ورد عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ إذا قام إلى الصلاةِ يرفعُ يديه حتى إذا كانتا حذوَ مِنكَبيه كبَّر ثم إذا أراد أن يركعَ رفعَهما حتى يكونا حذوَ مَنكبَيه كبَّر وهما كذلك ركع...).[٨]
  • عند القيام من التشهّد الأول: اختلف العلماء في حكم رفع اليدَين عند القيام من التشهّد الأول لأداء الركعة الثالثة، وذهبوا في ذلك قولَين بيانهما آتياً:[٩]
  • الحنفية والمالكية والحنابلة: قالوا بعدم مشروعية رفع اليدَين عند القيام من التشهّد الأول لأداء الركعة الثالثة، استدلالاً بما ورد أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (ما لِي أراكم رافِعِي أيديِكُم كأنَّها أذنابُ خيلٍ شُمْسٍ، اسكُنُوا في الصلاةِ).[١٠]
  • الشافعية: قالوا يُندب للمصلّي رفع يديه عند القيام من التشهّد لأداء الركعة الثالثة، استدلالاً بما أخرجه البخاريّ في صحيحه: (أنَّ ابْنَ عُمَرَ، كانَ إذَا دَخَلَ في الصَّلَاةِ كَبَّرَ ورَفَعَ يَدَيْهِ، وإذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وإذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، رَفَعَ يَدَيْهِ، وإذَا قَامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ رَفَعَ يَدَيْهِ، ورَفَعَ ذلكَ ابنُ عُمَرَ إلى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ).[١١]


كيفية رفع اليدين في الصلاة

يُسنّ للمصلّي رفع يديه في الصلاة، ويكون الرفع على صفتَين وكيفيتَين، بيانهما آتياً:[١٢]

  • الكيفية الأولى: رفع اليدَين إلى الكتفَين، استدلالاً بما ورد عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ إذا قام إلى الصلاةِ يرفعُ يديه حتى إذا كانتا حذوَ مِنكَبيه كبَّر ثم إذا أراد أن يركعَ رفعَهما حتى يكونا حذوَ مَنكبَيه كبَّر وهما كذلك ركع...).[٨]
  • الكيفية الثانية: رفع اليدَين إلى الأُذُنَين، والدليل عليها ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن مالك بن الحويرث -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ حتَّى يُحَاذِيَ بهِما أُذُنَيْهِ، وإذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حتَّى يُحَاذِيَ بهِما أُذُنَيْهِ، وإذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ فَقالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ فَعَلَ مِثْلَ ذلكَ).[١٣]


المراجع

  1. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 281. بتصرّف.
  2. "مواضِعُ رفعِ اليدينِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 24/2/2021. بتصرّف.
  3. محمد بن عبدالعزيز المسند، فتاوى إسلامية، صفحة 300. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:735، صحيح.
  5. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 281. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 131-130. بتصرّف.
  7. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:257، حسن.
  8. ^ أ ب رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:9/28، إسناده صحيح.
  9. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 95-96. بتصرّف.
  10. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم:5665، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:739، صحيح.
  12. "صفةُ رفعِ اليدينِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 24/2/2021. بتصرّف.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم:391، صحيح.