حكم صلاة المنفرد خلف الصف

تعدّدت آراء الفقهاء في حكم صلاة المنفرد خلف الصف، أي أن يقف المسلم لوحده خلف الصف في صلاة الجماعة، وبيان أقوالهم فيما يأتي:[١]

  • قول جمهور الفقهاء

ذهب الحنفية والمالكية والشافعية إلى القول بأنّ صلاة المنفرد خلف الصفوف صحيحةٌ مع الكراهة إذا كانت بدون عذر، أمّا إذا وُجِد العذر فإن الكراهة حينها تنتفي، واستدلّوا بما ثبت عن أبي بكرة -رضي الله عنه-: (أنَّهُ انْتَهَى إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو رَاكِعٌ، فَرَكَعَ قَبْلَ أنْ يَصِلَ إلى الصَّفِّ، فَذَكَرَ ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: زَادَكَ اللَّهُ حِرْصًا ولَا تَعُدْ).[٢]


  • قول الحنابلة

ذهب الحنابلة إلى القول ببطلان صلاة مَن صلّى ركعةً كاملةً خلف الصف لوحده بدون عذرٍ، واستدلّوا بحديث وابصة الأسدي -رضي الله عنه-: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رأَى رجلًا يُصلِّي خلف الصَّفِّ وحدَه فأمره أن يُعيدَ)،[٣] ويرى الجمهور أنّ الإعادة هنا على سبيل الاستحباب جمعاً بين الأدلّة.


ضابط الانفراد في الصف

ذكر أهل العلم أنّ ضابط الانفراد في الصف يكون إذا رفع الإمام رأسه من الركوع ولم يدخل مع المنفرد في الصفّ أحد، أمّا إذا صلّى المسلم منفرداً خلف الصف ثمّ وقف معه مُصلٍّ آخر قبل أن يرفع الإمام رأسه من الركوع أو وجد فرجةً في الصفّ أمامه ودخل فيه قبل ذلك لم يكُن منفرداً.[٤]


ماذا يفعل من وجد الصفوف مكتملة في الصلاة؟

ذكر العديد من الفقهاء ما يفعله المسلم إذا جاء إلى صلاة الجماعة حتى يجتنب الصلاة خلف الصفّ منفرداً، ونذكر ما قالوه فيما يأتي:

  • إذا دخل المسلم إلى المسجد ووجد فرجةً في الصفوف فإنّه يقف فيها.


  • إذا جاء المسلم ولم يجد فرجةً في أيّ صفٍّ من الصفوف فقد تعدّدت آراء الفقهاء فيما يفعله، وتوضيح ذلك فيما يأتي:[٥]
  • الحنفية: قالوا ينتظر المسلم حتى يأتي أحدٌ ليصطفّ معه، فإن لم يجد أحداً وخاف أن تفوته الركعة فإنّه يجذب أحداً معروفاً بالعلم والخُلُق من الصفّ الذي أمامه، ويُرجعه ليصفّ معه، فإن لم يجدْ صَفَّ خلف الصفّ بحذاء الإمام، وتنتفي الكراهة حينئذ.


  • المالكية: قالوا إذا كان الدخول في الصفوف غير ممكنٍ فإنّ المصلّي يقف منفرداً دون أن يجذب أحداً معه، فإنْ جذَب أحدٌ من الأمام فعليه أن يُطيعه.


  • الشافعية: قالوا إذا لم يجد المسلم سعةً له فيستحبّ أن يجذب أحداً معه من الصفّ إذا غلب على ظنّه أنّه سيوافقه، وإلا فلا يجذبه حتى لا تحصل فتنة، ويُستحبّ لمن جذبه أحدٌ أن يُطيعه لما في ذلك من التعاون على البرّ والتقوى.


  • الحنابلة: قالوا إذا لم يجد المسلم مكاناً له في الصفوف فإنّه يقف على يمين الإمام إذا تمكّن من ذلك، فإنْ لم يستطع نبّه أحد الرجال في الصف بكلامٍ أو إشارةٍ حتى يقف معه، ويُكره أن يكون تنبيهه بجرّه وجذبه.

المراجع

  1. "الصلاة خلف الصف منفرداً"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 12/9/2023. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:783، صحيح.
  3. رواه الإمام أحمد، في المغني لابن قدامة، عن وابصة بن معبد الأسدي، الصفحة أو الرقم:50، حسن.
  4. عبد الله بن صالح الفوزان، منحة العلام في شرح بلوغ المرام، صفحة 427، جزء 3. بتصرّف.
  5. "حكم صلاة المنفرد خلف الصف، وكيف يفعل لتجنب ذلك"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 12/9/2023. بتصرّف.