تعريف صلاة الغائب

صلاة الغائب هي: صلاة الجنازة التي تؤدّى على ميّتٍ غائبٍ ليس بحاضرٍ أمام الإمام والمصلّين باتجاه القِبلة.[١]


حكم صلاة الغائب

يُسنّ أداء صلاة الجنازة على الغائب الذي لم يُصلّ عليه، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: "أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَعَى النَّجَاشِيَّ في اليَومِ الذي مَاتَ فِيهِ، وخَرَجَ بهِمْ إلى المُصَلَّى، فَصَفَّ بهِمْ، وكَبَّرَ عليه أرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ"،[٢][٣] وكذلك تُشرع أيضاً صلاة الغائب على الميّت الذي صُلّي عليه قبل دفنه، استدلالاً بما أخرجه أيضاً الإمام البخاريّ عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: "مَاتَ إنْسَانٌ كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعُودُهُ، فَمَاتَ باللَّيْلِ، فَدَفَنُوهُ لَيْلًا، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْبَرُوهُ، فَقالَ: ما مَنَعَكُمْ أَنْ تُعْلِمُونِي؟ قالوا: كانَ اللَّيْلُ فَكَرِهْنَا، وكَانَتْ ظُلْمَةٌ أَنْ نَشُقَّ عَلَيْكَ فأتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عليه".[٤][٥]


كيفية أداء صلاة الغائب

لا تختلف كيفيّة وطريقة أداء صلاة الغائب عن كيفيّة صلاة الجنازة وبيانها آتياً:[٦]

  • يتوضأ مَن أراد أداء صلاة الجنازة، ومن ثمّ يستقبل القبلة.
  • تؤدّى التكبيرة الأولى برفع اليدَين، ثمّ توضعا على الصدر بجعل الكفّ اليُمنى فوق اليُسرى.
  • يستعيذ المُصلّي ويبسمل ويقرأ سورة الفاتحة.
  • تؤدّى التكبيرة الثانية، ومن ثمّ تُقرأ الصلاة على النبيّ محمدٍ سرّاً، بقول: "اللهمّ صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمّدٍ كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميدٌ ومجيدٌ، اللهمّ بارك على محمدٍ وآل محمدٍ كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ".[٧]
  • تؤدّى التكبيرة الثالثة، ويدعو المصلّي بعدها للميّت بما شاء، ومن الأدعية المأثورة للميت:
  • "اللَّهُمَّ اغفِر لحيِّنا وميِّتِنا وصغيرِنا وَكبيرِنا وذَكَرِنا وأنثانا وشاهدِنا وغائبِنا اللَّهُمَّ مَن أحييتَه منَّا فأحيِهِ علَى الإيمانِ ومَن تَوفَّيتَه مِنَّا فتوفَّهُ على الإسلامِ اللَّهُمَّ لا تحرِمنا أجرَه ولا تُضِلَّنا بعدَه".[٨]
  • "اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عنْه، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ وَأَعِذْهُ مِن عَذَابِ القَبْرِ".[٩]
  • "اللَّهمَّ إنَّه في ذمَّتِكَ فقهِ فتنةَ القبرِ - قالَ عبدُ الرَّحمنِ في ذمَّتِكَ وحبلِ جوارِكَ فقهِ من فتنةِ القبرِ - وعذابِ النَّارِ وأنتَ أهلُ الوفاءِ والحمدِ اللَّهمَّ فاغفر لهُ وارحمهُ إنَّكَ أنتَ الغفورُ الرَّحيمُ".[١٠]
  • "اللَّهمَّ إنه عبدُك وابنُ عبدِك كان يشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُك ورسولُك وأنتَ أعلَمُ به منِّي إنْ كان محسنًا فزِدْ في إحسانِه وإنْ كان مسيئًا فاغفِرْ له ولا تحرِمْنا أجرَه ولا تفتِنَّا بعدَه".[١١]
  • تؤدّى التكبيرة الرابعة، ثمّ يدعو بعدها المصلّي للميّت أيضاً بما شاء، ويُمكن الدعاء بالأدعية سابقة الذكر.
  • يُسلّم المُصلّي عن يمينه عن يساره.


المراجع

  1. حسام الدين عفانة، صلاة الغائب، صفحة 14. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1333، صحيح.
  3. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 221. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1247، صحيح.
  5. "تشرع صلاة الجنازة على الميت بعد دفنه لمن كان غائباً"، دار الإفتاء، 12/10/2014، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2021. بتصرّف.
  6. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 760-752. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم:4797، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3201، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم:963، صحيح.
  10. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن واثلة بن الأسقع الليثي، الصفحة أو الرقم:3202، صحيح.
  11. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3073، أخرجه في صحيحه.