شرعت الصلاة على الميت؛ للدعاء وطلب المغفرة والرحمة له من الله سبحانه وتعالى، ورجاء الله عزّ وجلّ أن يغفر له ذنوبه ويكفّر عنه سيئاته ويعتقه من النار، ومواساة لأهله في مصيبتهم وجبراً لخاطرهم، ويحصل بأدائها الأجر العظيم من الله سبحانه، وتذكّر الآخرة وأخذ الاعتبار والعظة، واتفق الفقهاء على مشروعية الصلاة على الميت، وأنها من فروض الكفاية، التي إذا قام بها البعض سقط الإثم عن الباقين، حيث أخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُؤْتَى بالرَّجُلِ المُتَوَفَّى، عليه الدَّيْنُ، فَيَسْأَلُ: هلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ فَضْلًا؟، فإنْ حُدِّثَ أنَّهُ تَرَكَ لِدَيْنِهِ وَفَاءً صَلَّى، وإلَّا قالَ لِلْمُسْلِمِينَ: صَلُّوا علَى صَاحِبِكُمْ)،[١][٢]


كيفية الصلاة على الميت

تؤدى صلاة الجنازة بأربع تكبيرات، فهي صلاة ليس فيها ركوع ولا سجود، وبيان كيفيتها من خلال الخطوات الآتية:[٣]

  • يكبّر المصلي التكبيرة الأولى، رافعاً يديه بمحاذاة كتفيْه أو أذنيه، ثم يستعيذ بالله ويسمّي ويشرع بقراءة سورة الفاتحة، ويجوز قراءة سورة بعدها.
  • ثم يكبّر التكبيرة الثانية، كالتكبيرة الأولى، ويقرأ الصلاة الإبراهيمية، ومن صيغها: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[٤]
  • ثم يكبر التكبيرة الثالثة، ويدعو ما يشاء للميت، ومن الأدعية للميت التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ما يأتي:
  • (اللَّهُمَّ اغفِر لحيِّنا وميِّتِنا وصغيرِنا وَكبيرِنا وذَكَرِنا وأنثانا وشاهدِنا وغائبِنا اللَّهُمَّ مَن أحييتَه منَّا فأحيِهِ علَى الإيمانِ ومَن تَوفَّيتَه مِنَّا فتوفَّهُ على الإسلامِ اللَّهُمَّ لا تحرِمنا أجرَه ولا تُضِلَّنا بعدَه).[٥]
  • (اللهمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ، وَأكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأبْدِلْهُ دَاراً خَيْراً مِنْ دَارِهِ، وَأهْلاً خَيْراً مِنْ أهْلِهِ وَزَوْجاً خَيْراً مِنْ زَوْجِهِ، وَأدْخِلْهُ الجَنَّةَ وَأعِذْهُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ).[٦]
  • ثم يكبّر التكبيرة الرابعة، ويقف قليلاً، فيدعو بما يشاء، ثم يسلّم عن يمينه، وعن شماله، ويجوز أن يسلّم عن يمينه فقط.


وقت الصلاة على الميت

تعددت آراء الفقهاء في الأوقات التي يجوز فيها أداء صلاة الجنازة، والأوقات التي لا يجوز فيها أداؤها، وفيما يأتي بيان ذلك:[٧]

  • الحنفية: ذهبوا إلى جواز أداء صلاة الجنازة في أي وقتٍ، ما عدا أوقات النهي، التي ورد النهي عن الصلاة فيها، وهذه الأوقات هي: عند طلوع الشمس، وعند غروبها، وما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس، وعند استواء الشمس في وسط السماء في منتصف النهار، وبعد أداء صلاة العصر حتى غروب الشمس.
  • المالكية والحنابلة، ذهبوا إلى جواز أداء صلاة الجنازة في أي وقتٍ، ما عدا ثلاثة أوقات، ورد النهي عن الصلاة فيها، وهي: عند طلوع الشمس، وعند غروبها، وعند استوائها في منتصف النهار.
  • الشافعية، ذهبوا إلى جواز أداء صلاة الجنازة في جميع الأوقات بلا استثناء؛ لأنها صلاة لها سبب لأدائها.


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2298، صحيح.
  2. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 752-753. بتصرّف.
  3. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 490-492. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم:4797، صحيح.
  5. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:3201، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم:963، صحيح.
  7. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1529. بتصرّف.