ما هي أوقات النهي عن الصلاة؟

نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أداء صلاة التطوع في أوقات معينة، فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حتَّى تَغْرُبَ)،[١] وقال أيضاً: (لَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ العَصْرِ حتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ الفَجْرِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ)،[٢] وبيان هذه الأوقات، هي كما يأتي:[٣][٤]

  • بعد أداء صلاة الفجر، حتى تطلع الشمس.
  • من طلوع الشمس إلى ارتفاعها قيد رمح، تقدر زمنياً بعشرين دقيقة.
  • من استواء الشمس في وسط السماء، حتى يدخل وقت الظهر.
  • من بعد أداء صلاة العصر إلى غروب الشمس.
  • من غروب الشمس إلى تماته، ببداية دخول وقت المغرب.


الحكمة من النهي عن الصلاة في هذه الأوقات

بين النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من النهي عن الصلاة في هذه الأوقات؛ وذلك لعدم التشبّه بالكفار، فقد كان الكفار يقومون بعبادة الشمس، والسجود لها أثناء طلوعها وأثناء غروبها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا تَحَرَّوْا بصَلَاتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ ولَا غُرُوبَهَا)،[٥] أي لا تقصدوا للصلاة في هذه الأوقات، وأما الحكمة من النهي عن الصلاة قبل دخول وقت صلاة الظهر، قبيل الزوال، فلإن جهنم في هذا الوقت تتوهج نارها، وتفتح أبوابها.[٦]


حكم صلاة التطوع في أوقات النهي

تنقسم صلاة التطوع إلى قسمين، وقد اختلف الفقهاء في حكم صلاة التطوع في هذه الأوقات بقسميْه، وبيان اختلافهم كما يأتي:[٧]

  • التطوع المطلق: هي الصلوات التي ليس لها سبب معين، ولا عدد معين من الركعات، كأن يصلي مثلاً بعد العصر ركعتين أو أكثر، فهذا النوع من التطوع اتفق الفقهاء على عدم جواز أدائه في أوقات النهي.[٨]
  • التطوع المقيد: هي الصلوات التي لها سبب معين، كركعتي تحية المسجد، والاستسقاء، والكسوف والخسوف، فهذا النوع من التطوع اختلف الفقهاء في جواز أدائه في أوقات النهي، وبيان اختلافهم كما يأتي:[٩]
  • ذهب الحنفية، والمالكية، والحنابلة، إلى عدم جواز الصلاة في هذه الأوقات.
  • ذهب الشافعية، وهي رواية عن الإمام أحمد، إلى جواز ذلك.


حكم قضاء الصلوات المفروضة في أوقات النهي

اختلف الفقهاء في جواز قضاء الصلوات المفروضة في أوقات النهي على قولين اثنين، وبيان ذلك كما يأتي:[١٠]

  • ذهب الحنفية إلى التفصيل بجواز قضاء الصلوات المفروضة في بعض أوقات النهي، وعدم جواز قضائها في بعضها الآخر، فقالوا بجواز قضائها في وقتين، من بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، ومن بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس، وعدم جواز قضائها في الأوقات الثلاثة الأخرى.
  • ذهب المالكية، والشافعية، والحنابلة، إلى جواز قضاء الصلوات المفروضة في جميع أوقات النهي.


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:831، صحيح.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:827، صحيح.
  3. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 676-677. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 66. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:582، صحيح.
  6. "ما هي الأوقات التي تُكره فيها الصلاة، وما سبب كراهة الصلاة فيها؟ "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 6/6/2021. بتصرّف.
  7. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 580. بتصرّف.
  8. عيد بن سفر الحجيلي، تحقيق المقام فيما يتعلق بأوقات النهي عن الصلاة من أحكام، صفحة 246. بتصرّف.
  9. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 364. بتصرّف.
  10. عيد بن سفر الحجيلي، تحقيق المقام فيما يتعلق بأوقات النهي عن الصلاة من أحكام، صفحة 247. بتصرّف.