الصلاة على الميت

الصلاة على الميت من فروض الكفاية على المسلم تجاه أخيه المسلم، وخاصةً إن كان الميت قريباً أو جاراً أو صديقاً، ويترتّب على أدائها فضلاً عظيماً، وأجراً جزيلاً، يدلّ على ذلك ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن صَلَّى علَى جِنازَةٍ ولَمْ يَتْبَعْها فَلَهُ قِيراطٌ، فإنْ تَبِعَها فَلَهُ قِيراطانِ، قيلَ: وما القِيراطانِ؟ قالَ: أصْغَرُهُما مِثْلُ أُحُدٍ).[١][٢]


كيفية وضع الميت للصلاة عليه

يُوضع الميت أمام المصلّين عند إرادة الصلاة عليه بشكلٍ أفقي، وإمّا أن يكون رأسه إلى اليمين من الإمام أو إلى اليسار منه، سواءً كان الميت رجلاً أم امرأةً، فلم يرد ما يدلّ على تعيين إحدى الجهتَين، ولا أصل لِما يُعتقد من وجوب جَعْل رأس الميت إلى يمين الإمام، وقال ابن عثيمين -رحمه الله- في ذلك: (لا أعلم بهذا سنةٌ، ولذلك ينبغي للإمام الذي يصلّي على الجنازة أن يجعل رأس الجنازة عن يساره أحياناً حتى يتبيّن للناس أنّه ليس واجباً أن يكون الرأس عن اليمين، لأنّ الناس يعتقدون أنّه لا بدّ أن يكون رأس الجنازة عن يمين الإمام، وهذا لا أصل له)، وقال أيضاً: (لا فرق بين أن يكون رأس الميت عن يمين الإمام، أو عن شماله، خلافاً لِما يظنّه بعض العامة أنّه لا بدّ أن يكون عن يمين الإمام).[٣]


كيفية وضع الميت في القبر

حدّد العلماء كيفية وضع الميت في قبره، وبيّنوا عدّة قواعد، منها:[٤]

  • اتّفق العلماء على استحباب وضع الميت إلى جانبه الأيمن في القبر؛ اتّباعاً لِما كان عليه المسلمين من عهد الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وقياساً على النائم؛ إذ يُسنّ في حقّه النوم على الجانب الأيمن.
  • اتّفق العلماء على مشروعيّة وضع الميت في قبره مستقبلاً القبلة؛ أي بجَعْل وجهه باتجاهها، تشبيهاً له بالمصلّي، كما ورد العمل بذلك من عهد الرسول -عليه الصلاة والسلام-.
  • يستحبّ إسناد الميت من الأمام بشيءٍ ما، أو جَعْله قريباً من الحائط الجانبي للقبر؛ خوفاً من أن ينقلب على وجهه، كما يستحبّ إسناده من الخلف؛ لئلا ينقلب للخلف.


كيفية تكفين الميت

يُكفّن الميت ويُجهّز للدفن بعد تغسيله بالكيفية الآتية:[٥]

  • يُكفّن الميت بثلاث لفائف بيضاء، وتُوضع فوق بعضها البعض، ثمّ يُوضع الميت عليها، ثمّ يُجعل الطرف الأيمن من كلّ لفافةٍ على صدره وكذلك الطرف الأيسر منها كلّها، ثمّ تُردّ أطراف اللفائف السفلى على رجليه، ثمّ العليا على رأسه، ثمّ تُربط، وذلك في تكفين المرأة والرجل، والأفضل أن تُكفّن المرأة بخمس قطعٍ بيضاء.
  • تُبخّر اللفائف بالبخور، وتُوضع بينها الروائح العطرة الطيّبة.
  • يُعطّر ويُطيّب وجه الميت، والأعضاء التي يسجد عليها.
  • تُعطّر قطعٌ صغيرةٌ من القطن وتوضع في أنف الميت، وبين شفَتَيه، وعلى جبينه.

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:945، صحيح.
  2. اللجنة العلمية في مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في جنوب بريدة (18/2/2019)، "فضل الصلاة على الجنازة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 25/3/2021. بتصرّف.
  3. محمد صالح المنجد (21/2/2011)، "هل يجعل رأس الميت على يمين الإمام أو يساره عند الصلاة عليه؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 25/3/2021. بتصرّف.
  4. #t-2 "كيفيَّةُ الدَّفْنِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 25/3/2021. بتصرّف.
  5. ابن عثيمين، من الأحكام الفقهية في الطهارة والصلاة والجنائز، صفحة 63-64. بتصرّف.