صلاة الجماعة

صلاة الجماعة هي: الصلاة التي تؤدّى بإمامٍ ومأمومٍ واحدٍ بأقلّ عددٍ، وسميّت بصلاة الجماعة؛ لأنّ المصلّين يجتمعون لأدائها في مكانٍ واحدٍ وزمانٍ واحدٍ.[١]


عدد الأشخاص في صلاة الجماعة

اتّفق العلماء على أنّ أقلّ عددٍ لصلاة الجماعة اثنان، أي أن يكون مع الإمام شخصٌ آخرٌ، وبذلك تتحقّق الجماعة، وينال كلٍّ منهما فضل الجماعة، سواءً كان الشخص الذي يصلّي مع الإمام رجلاً أم امرأةً، فلو صلّى الرجل مع زوجته جماعةً؛ فإنّهما ينالا فضل الجماعة، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن مالك بن الحويرث -رضي الله عنه-: (أَتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي، فَلَمَّا أَرَدْنَا الإقْفَالَ مِن عِندِهِ، قالَ لَنَا: إذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فأذِّنَا، ثُمَّ أَقِيمَا، وَلْيَؤُمَّكُما أَكْبَرُكُمَا)،[٢] كما اتّفق العلماء أيضاً على أنّ صلاة الجماعة في الفرائض لا تنعقد إن كان الذي يصلّي مع الإمام صبياً لا يميّز بين أفعاله وأقواله، واتّفقوا أيضاً على صلاة الجماعة في النوافل والتطوّع تنعقد إن كان المُقتدي بالإمام صبياً فقط، أمّا إن كان مميزاً فقد اختلف العلماء في انعقاد الجماعة بحضوره لوحده مع الإمام، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[٣]

  • الحنفية والشافعية والحنابلة: قالوا إنّ صلاة الجماعة تنعقد ويتحقّق فضلها بالإمام والصبي.
  • المالكية: قالوا إنّ صلاة الجماعة لا تنعقد ولا يتحقّق فضلها بصلاة الصبي وحده مع الإمام، احتجاجاً بأنّ صلاة الصبي تعدّ نفلاً، وإن صلّى مع الإمام فكأن الإمام صلّى منفرداً.


فضل صلاة الجماعة

ثبتت عدّة فضائل لصلاة الجماعة، بيان البعض منها آتياً:[٤]

  • الاستظلال بعرش الرحمن يوم القيامة، استدلالاً بما أخرجه البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: رَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ).[٥]
  • نيل الدرجات الرفيعة والمنازل العالية في الجنة، فقد ثبت في الصحيح أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن غَدَا إلى المَسْجِدِ ورَاحَ، أعَدَّ اللَّهُ له نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّما غَدَا أوْ رَاحَ).[٦]
  • نيل شهادة الملائكة أمام الله -عزّ وجلّ-، كما ثبت في الصحيح أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ وصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ).[٧]
  • مضاعفة الحسنات والأجور، ففضل صلاة الجماعة مضاعفٌ بسبعٍ وعشرين درجةً عن فضل صلاة الفرد، استدلالاً بما ثبت في الصحيح أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً).[٨]
  • تكفير الذنوب والخطايا والزلّات، قال -عليه السلام-: (أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ).[٩]


المراجع

  1. سعيد بن وهف القحطاني، صلاة الجماعة، صفحة 8. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم:674، صحيح.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 169-170. بتصرّف.
  4. د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني (27/9/2018)، "فضل صلاة الجماعة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 5/4/2021. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:660، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:662، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:555، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:645، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:251، صحيح.