كم عدد الصلوات التي تؤدى بوضوء واحد؟

ليس هناك عدد معين لأداء الصلوات بوضوء واحد، حيث يجوز للمسلم أداء الصلوات الخمس بوضوء واحد ما لم يُحدِث وينقض وضوؤه، ولقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى خمس صلوات بوضوء واحد، وذلك فيما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث الصحابي الجليل بريدة الأسلمي رضي الله عنه أنه قال: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى الصَّلَواتِ يَومَ الفَتْحِ بوُضُوءٍ واحِدٍ، ومَسَحَ علَى خُفَّيْهِ فقالَ له عُمَرُ: لقَدْ صَنَعْتَ اليومَ شيئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ، قالَ: عَمْدًا صَنَعْتُهُ يا عُمَرُ)،[١] أي أنه فعله ليبيّن جواز ذلك، إلا أنه يسنّ للمسلم تجديد الوضوء عند كل صلاة ولو كان على طهارة؛ اقتداءً بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ قُلتُ: كيفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قالَ: يُجْزِئُ أحَدَنَا الوُضُوءُ ما لَمْ يُحْدِثْ)،[٢] وحصولاً على أجر وفضيلة الوضوء، وتجديداً للنشاط.[٣][٤]


فضائل الوضوء

الوضوء عبادة من أعظم العبادات في الإسلام، وله فضائل متعددة، منها ما يأتي:[٥]


محبة الله

يعد الوضوء إحدى طرق الطهارة والنظافة، وقد بيّن الله تعالى في كتابه أن من الأمور التي تؤدي إلى محبة الله تعالى للعبد الطهارة، فقال: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)،[٦] وهذا مما يحثّ المسلم على ملازمة الوضوء وتكراره لنيل محبة الله تعالى.


دخول الجنة

فإن من يحافظ على الوضوء، ويؤديه بأكمل وأحسن صفة، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا سبب لدخوله الجنة، فقد كان عليه الصلاة والسلام يحرص ويهتم بعبادة الوضوء، ويقوم بتعليمه للصحابة الكرام، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (ما مِن مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يَقُومُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، مُقْبِلٌ عليهما بقَلْبِهِ ووَجْهِهِ، إلَّا وجَبَتْ له الجَنَّةُ).[٧]


محو الذنوب ورفع الدرجات

بيّن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه أن الوضوء سببُ لتكفير الذنوب والخطايا ومحو السيئات، ورفع الدرجات في الجنة يوم القيامة، ومن ذلك ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ..)،[٨] ويقصد بإسباغ الوضوء: أي أن يغسل جميع الأعضاء الواجب غسلها في الوضوء ويحرص على إيصال الماء على جميعها، والمكاره: يقصد بها عند شدة البرد، أو ألم في الجسم، ونحو ذلك.


الورود إلى حوض النبي يوم القيامة

إن من يحافظون على وضوئهم يفوزون يوم القيامة بورودهم وإتيانهم حوض النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يعرفهم الناس ببياض وجوههم وأيديهم وأرجلهم، يخرج النور منهم، وهذا كله من أثر الوضوء، حيث يتميزون عن غيرهم بذلك.


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي ، الصفحة أو الرقم:277، صحيح.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:214، صحيح.
  3. عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن الراجحي ، شرح جامع الترمذي، صفحة 9-10. بتصرّف.
  4. عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن الراجحي، شرح سنن أبي داود، صفحة 10. بتصرّف.
  5. "فضائل الوضوء في القرآن الكريم والسنة النبوية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 10/7/2021. بتصرّف.
  6. سورة البقرة، آية:222
  7. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن عقبة بن عامر ، الصفحة أو الرقم:234، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:251، صحيح.