يُسر الشريعة الإسلاميّة

راعت الشريعة الإسلامية حال المرضى، وخصّصت له بعض الأحكام التي تُعينه على أداء العبادات بيُسرٍ وسهولةٍ دون حرجٍ أو مشقّةٍ، قال -تعالى-: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)،[١] وقال أيضاً: (يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)،[٢] فقد بعث الله -تعالى- نبيّه محمداً -عليه الصلاة والسلام- بالسماحة واليُسر، يدّ على ذلك ما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عن شيءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وإذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ)،[٣] وبناءً على ذلك فقد خفّف الله -تعالى- الأوامر على أصحاب الأعذار من عباده، بحسب كلّ عُذرٍ من الأعذار، وبذلك لا يغفلوا عن عبادة الله، بل يتقرّبوا منه بقدر استطاعتهم دون حرجٍ أو مشقةٍ، ومن الأمور التي يسّرها الدين الإسلاميّ طهارة المريض.[٤]


كيفية وضوء المريض على السرير

يجب على المريض التطهّر من النجاسة والحدَثَين الأكبر والأصغر؛ فالحدث الأكبر هو: أمرٌ يقوم بكلّ الجسد يمنع من صحة الصلاة وما في حكمها من العبادات، ويزول بالغُسل ليُصبح الجسد طاهراً ويتمكّن العبد من أداء العبادات، أمّا الحدث الأصغر فهو: أمرٌ يقوم بالوجه واليدين والرأس والقدَمَين يمنع من صحّة الصلاة، وما في حكمها من العبادات، ويزول بالوضوء ليتمكّن العبد من أداء العبادات، كما يجب على المريض أيضاً تطهير موضع النجاسة من البول أو الغائط،[٥] والوضوء ولو بمساعدة الآخرين إن كان في فراشه ولو بإحضار الماء إليه وهو في فراشه، ذلك إن لم يترتّب على الوضوء أي ضررٍ،[٦] ويكون الوضوء بالكيفية الآتية:[٧]

  • عقد النيّة في القلب على الوضوء.
  • التسمية بالله بقول: "بسم الله".
  • غسل الكفّين ثلاث مرّاتٍ.
  • المضمضة والاستنشاق، ويُراد بالمضمضة: إدخال الماء في الفم وتحريكه فيه ثمّ إخراجه، أمّا الاستنشاق فهو: إدخال الماء إلى الأنف ثمّ إخراجه منه؛ لتنظيف الأنف وإخراج ما عَلِق به.[٨]
  • غسل الوجه كاملاً ثلاث مرّاتٍ.
  • غسل اليد اليُمنى من أطراف الأصابع إلى المرفق ثلاث مرّاتٍ.
  • غسل اليد اليُسرى كاليمنى.
  • مسح الرأس والأُذنين مرّةً واحدةً.
  • غسل القدم اليُمنى من أطراف الأصابع إلى ما فوق الكعب ثلاث مرّاتٍ.
  • غسل القدم اليُسرى كاليُمنى.
  • ترديد دعاء ما بعد الوضوء بقول: (أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ)،[٩] ثمّ قول: (اللهمَّ اجعلني من التوّابين، واجعلني من المتطهِّرين).[١٠]


عجز المريض عن الوضوء واستعمال الماء

يجب على المريض التطهّر بالتيمم إن عجز عن استعال الماء، أو خشي من زيادة المرض، أو تأخّر الشفاء، ويكون التيمم بضرب الكفّين بالأرض أو التراب بشرط طهارتهما، ثمّ مسح الوجه والكفّين، فإن لم يستطع التيمم؛ فييمّمه شخصٌ آخرٌ فيضرب الآخر كفّيه بالأرض أو التراب، ثمّ يمسح بهما وجه وكفّي المريض.[٤]


المراجع

  1. سورة الحج، آية:78
  2. سورة البقرة، آية:185
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7288، صحيح.
  4. ^ أ ب محمد بن صالح العثيمين (7/3/2007)، "رسالة في كيفية طهارة المريض"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2021. بتصرّف.
  5. محمد صالح المنجد (6/6/2008)، "كيف يتطهر المريض ويصلي؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2021. بتصرّف.
  6. "ما يلزم المريض العاجز عن الوضوء"، إسلام ويب، 23/12/2004، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2021. بتصرّف.
  7. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 78. بتصرّف.
  8. الشيخ د. علي بن محمد العمران (13/4/2011)، "حكم المضمضة والاستنشاق في الوضوء"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2021. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:234، صحيح.
  10. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:55، صحيح.