الوضوء الأكبر

يطلق البعض عبارة الوضوء الأكبر على الغُسل،[١] وبيان تعريفه في اللغة والشَّرع آتياً:[٢]

  • الغُسل لغةً: مصدرٌ من الفعل الثلاثي غَسَلَ، ويُراد به: سيلان الماء ونزولها على الشيء.
  • الغُسل شرعاً: سيلان الماء وتمريره على كامل الجسد بنيّة التطهّر.


كيفية الوضوء الأكبر (الغُسل)

يؤدّى الغُسل بكيفيتَين؛ الكيفية المُجزئة أو الواجبة، والكيفية الكاملة أو المسنونة، وبيان كلٍّ منهما آتياً:

  • الكيفية المُجزئة أو الواجبة: وتقتصر على عقد النيّة والإرادة في القلب على التطهّر، وتعميم الماء بإيصاله على كامل الجسد والشَّعر.[٣]
  • الكيفية الكاملة أو المسنونة: وتكون بعقد النية في القلب على التطهّر بالغُسل، ثمّ غسل الكفَّين، ثمّ تطهير وغسل العورة، ثمّ أداء الوضوء كاملاً، ثمّ غسل الرأس ثلاث مراتٍ، ثمّ غسل كامل الجسد.[٤]


كيفية الوضوء الأكبر الواردة عن النبيّ

ثبتت كيفية غُسل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن أمّ المؤمنين ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها-، إذ قالت: (أَدْنَيْتُ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ غُسْلَهُ مِنَ الجَنَابَةِ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ مَرَّتَيْنِ، أوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ أدْخَلَ يَدَهُ في الإنَاءِ، ثُمَّ أفْرَغَ به علَى فَرْجِهِ، وغَسَلَهُ بشِمَالِهِ، ثُمَّ ضَرَبَ بشِمَالِهِ الأرْضَ، فَدَلَكَهَا دَلْكًا شَدِيدًا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ أفْرَغَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ مِلْءَ كَفِّهِ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى عن مَقَامِهِ ذلكَ، فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ أتَيْتُهُ بالمِنْدِيلِ فَرَدَّهُ).[٥][٦]


فرائض الوضوء الأكبر (فرائض الغُسل)

فرائض الغُسل التي لا يتحقّق إلّا بها هي:[٧]

  • النية: استدلالاً بما ثبت عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى)،[٨] وهي فرضٌ عند جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة، أمّا الحنفية فقالوا إنّ النيّة في الغُسل سنةٌ من سُنَنه.
  • تعميم كامل الجسد والشَّعْر بالماء: وقد أجمع العلماء على وجوب تعميم كامل الجسد بالماء في الغُسل، كما نقل الإجماع النووي -رحمه الله- قائلاً: (إفاضة الماء على جميع البدن؛ شعره وبشره، واجبٌ بلا خلافٍ).
  • الموالاة: بأن يكون الغُسل متوالٍ، بعدم الفصل بمدةٍ زمنيةٍ بين غسل كلّ عضوٍ وآخرٍ، وقد اختلف العلماء في اعتبارها فرضٌ أم سنةٌ؛ فقال الجمهور من الحنفية والشافعية والحنابلة إنّ الموالاة سنةٌ؛ استدلالاً بفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وقال المالكية إنّها فرضٌ.
  • الدلك: أي فرك الجسد بالماء، وقد اختلف العلماء في حكم الدلك في الغُسل؛ فقال الجمهور من الحنفية والشافعية والحنابلة بعدم وجوب دلك الجسد بالماء، وقال المالكية بوجوبه.
  • التسمية: وقد اختلف العلماء في اعتبارها من فروض الغُسل أم لا، فقال الجمهور من الحنفية والمالكية والشافعية إنّها سنةٌ من سنن الغُسل، أمّا الحنابلة فقالوا إنّها واجبةٌ.


سُنن الغُسل

تُسنّ في الغُسل عدّة أمورٍ بيانها آتياً:[٧]

  • غسل الكفَّين ثلاث مراتٍ قبل الغُسل.
  • تطهير العورة وغسلها وإزالة ما عَلِق بها من الأذى.
  • الوضوء قبل الغُسل.
  • غُسل الجانب الأيمن قبل الجانب الأيسر.


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 613. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 92. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 217. بتصرّف.
  4. محمد صالح المنجد (7/10/2006)، "صفة الغسل الكامل والمجزئ"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 22/3/2021. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ميمونة بنت الحارث، الصفحة أو الرقم:317، صحيح.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 47. بتصرّف.
  7. ^ أ ب عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 125-118. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1، صحيح.