المسبوق في الصلاة

المسبوق في اللغة: اسم مفعول من الفعل الثلاثي سَبَقَ، فيُقال: سبقه فلان؛ أي أنّه تقدّم على غيره، أمّا المسبوق في الاصطلاح الشرعيّ؛ فيُطلق على: مَن سبقه الإمام وتقدّم عليه بركعةٍ من ركعات الصلاة أو بكلّ الركعات، أي أنّه مَن أدرك الإمام في صلاة الجماعة بعد إتمام ركعةٍ أو أكثر من الصلاة.[١]


كيف يقضي المسبوق صلاته؟

يدرك المصلّي صلاة الجماعة بركوع الركعة الأولى أو بأيّ قول أو فعلٍ قبلها، فمَن التحق بصلاة الجماعة أثناء ركوع الركعة الأولى فيكون قد أدرك صلاة الجماعة كاملةً، وكذلك مَن أدّى الركوع في أيّ ركعةٍ من الركعات فيكون قدّ أدّى الركعة التي أدّى ركوعها، ويجب عليه الإتيان بالركعات السابقة التي فاتته، فعلى سبيل المثال: مَن أدى ركوع الركعة الثالثة من صلاة المغرب فيكون قدّ أدّى ركعةً واحدةً، ويجب عليه أداء ركعتَين، ومَن أدرك ركوع الركعة الثانية من صلاة العصر يكون قد أدّى ثلاث ركعاتٍ؛ فيجب عليه الإتيان بركعةٍ أخرى ليُتمّ صلاته،[٢] وقد وردت عدّة قواعد وأصولٍ في صلاة المسبوق بيانها وتفصيلها آتياً:[٣][٤]

  • المشي إلى الصلاة يكون بسكينةٍ ووقارٍ وإن كان المصلّي متأخراً وستفوته أقوالٌ وأفعالٌ منها، قال -عليه الصلاة والسلام-: (إذا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فلا تَأْتُوها تَسْعَوْنَ، وأْتُوها تَمْشُونَ وعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَما أدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وما فاتَكُمْ فأتِمُّوا).[٥]
  • يقتدي المسبوق بالإمام ويؤدي معه ما بقي من الصلاة، ثمّ يؤدي المسبوق ما فاته من الصلاة لوحده، وبذلك يكون قد أدّى الصلاة تامّةً.
  • يقوم المسبوق ويعتدل ليُتمّ ما فاته من الصلاة بعد سلام الإمام، أي أنّه يجلس مع الإمام ويؤدي التشهّد الأخير معه، ولا يسلّم مع الإمام، ثمّ يعتدل قائماً لأداء ما فاته من الصلاة.
  • إن أدرك المصلّي الإمام في الركوع؛ فيكبّر تكبيرة الإحرام، ويُسنّ له التكبير مرةً أخرى للركوع، ثمّ أداء الركوع، وتصحّ صلاته إن كبّر مرةً واحدةً.
  • يشرع المسبوق في قراءة سورة الفاتحة إن أدرك الإمام قائماً، إلّا إن غلب على ظنّه أنّ بإمكانه ترديد دعاء الاستفتاح والاستعاذة وقراءة سورة الفاتحة قبل الركوع، فيأتي بها جميعاً، ويتابع الإمام في ركوعه وإن لم يُتمّ المسبوق قراءة الفاتحة، وإن لم يركع فلا تُحسب له تلك الركعة.
  • إن سلّم المسبوق من الصلاة مع الإمام ناسياً وساهياً، وتذكّر ما عليه من الصلاة فوراً ولم تنقضِ مدةً طويلةً على تذكّره؛ فيقف ويأتي بما عليه، ويسجد للسهو، أمّا إن لم يتذكّر فوراً؛ فصلاته باطلةٌ، وتجب عليه إعادة الصلاة كلّها، أمّا إن نسيَ البدء بقراءة سورة الفاتحة وقرأ دعاء الاستفتاح وأتى بالاستعاذة؛ فلا تبطل صلاته.
  • إن أراد المسلم أداء الصلاة مع الجماعة، وكانت الصفوف كاملةً منتظمةً، ولم يجد أي مكانٍ له في الصفوف، فيقف في صفٍ جديدٍ، ويُشير إلى أحد المصلّين في الصفوف ليقف معه في صفّه.


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 160. بتصرّف.
  2. محمد صالح المنجد (14/12/2003)، "بم تدرك الركعة؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 22/3/2021. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 164-161. بتصرّف.
  4. المفتي أحمد الكساسبة (24/12/2017)، "مختصر أحكام صلاة المسبوق"، دار الإفتاء، اطّلع عليه بتاريخ 22/3/2021. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:602، صحيح.