التهجد

بيان معنى التهجّد في اللغة والاصطلاح الشرعي آتياً:[١]

  • التهجّد في اللغة: من الألفاظ المتُضادة في اللغة، فيُطلق على النوم والسَّهر، فيُقال: هَجَدَ فلان؛ أيّ أنه نام أو صلّى في الليل، فهو هاجد.
  • التهجّد في الشَّرع: يطلق على صلاة التطوّع التي تؤدّى ليلاً ويُسبق بالنوم بعد صلاة العشاء.


كيف يكون التهجد؟

عدد ركعات صلاة التهجد

اتّفق العلماء على أنّ أقل صلاة التهجّد ركعتان، استدلالاً بما ثبت عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ)،[٢] إلّا أنّهم اختلفوا في أكثر عدد ركعات صلاة التهجّد التي يُمكن أداؤها، وبيان ما ذهبوا إليه آتياً:[٣]

  • الحنفية: قالوا إنّ أكثر التهجّد ثمان ركعاتٍ؛ احتجاجاً بأنّ أكثر تهجّد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان بأداء ثمان ركعاتٍ.
  • المالكية: قالوا إن أكثر التهجّد عشر ركعاتٍ أو اثنتا عشرة ركعةً، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (كانَ يُصَلِّي باللَّيْلِ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ منها بوَاحِدَةٍ)،[٤] وأخرج عنها أيضاً أنّه -عليه الصلاة والسلام-: (كانَ يُصَلِّي باللَّيْلِ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ منها بوَاحِدَةٍ).[٥]
  • الشافعية والحنابلة: قالوا بعدم تحديد أكثر ركعات التهجّد بعددٍ من الركعات، فللمسلم أن يصلّي ما شاء من الركعات، استدلالاً بما ورد عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه-: (يا رسولَ اللهِ، الصَّلاةُ؟ قال: خيرُ مَوضوعٍ، مَن شاءَ أقَلَّ، ومَن شاءَ أكثَرَ).[٦]


عدد ركعات تهجد النبي

ثبتت روايتان في بيان عدد ركعات تهجّد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بيانهما آتياً:[٣][٧]

  • الرواية الأولى: ثبت أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يتهجد بثلاث عشرة ركعةً، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً).[٨]
  • الرواية الثانية: ثبت أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام كان يتهجّد ليلاً بإحدى عشرة ركعةً، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا).[٩]


كيفية أداء ركعات التهجد

تؤدّى ركعات التهجّد مثنى مثنى؛ أي بالتشهّد والتسليم من كلّ ركعتَين، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: (سَأَلَ رَجُلٌ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو علَى المِنْبَرِ: ما تَرَى في صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى واحِدَةً، فأوْتَرَتْ له ما صَلَّى. وإنَّه كانَ يقولُ: اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ وِتْرًا؛ فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ بهِ).[١٠][١١]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 87-86. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:768، صحيح.
  3. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 88-90. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:736، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:736، صحيح.
  6. رواه الإمام أحمد، في عمدة التفسير، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:1/309، أشار في المقدمة إلى صحته.
  7. محمد صالح المنجد (28/12/2010)، "كيف أقوم الليل بشكل يرضي الله ؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 18/3/2021. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:764، صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3569، صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:472، صحيح.
  11. "صلاة الليل والنهار مثنى مثنى"، إسلام ويب، 1/10/2001، اطّلع عليه بتاريخ 18/3/2021. بتصرّف.