النوافل

شرع الله -تعالى- النوافل من العبادات رحمةً بالعباد؛ إذ إنّها تكمّل الفرائض، وتجبر النقص أو الخلل الذي قد يقع فيها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "مَن قصّر في أداء الفوائت، فليُكثر من النوافل؛ فإنّ الله يُحاسب بها يوم القيامة".[١]


ما الفرق بين التهجد وقيام الليل؟

معنى التهجد

بيان تعريف التهجّد في اللغة والاصطلاح الشرعيّ فيما يأتي:[٢][٣]

  • التهجّد لغةً: من الهُجود، وهو من الألفاظ المتضادة؛ فيُطلق على النوم والسَّهر، فيُقال هَجَد فلان؛ فإمّا أن يُراد به أنّه نائمٌ في الليل، أو القائم من النوم للصلاة.
  • التهجّد شرعاً: يُطلق على صلاة التطوّع التي تؤدّى ليلاً بعد الاستيقاظ من النوم، فالمتهجّد هو: القائم للصلاة بعد النوم.


معنى قيام الليل

يُراد بقيام الليل: قضاء كلّ الليل أو أكثره أو جزء منه ولو ساعةً بالعبادة بمختلف أنواعها وأشكالها؛ كالصلاة، وذكر الله، وقراءة القرآن، والتسبيح، والاستغفار، والصلاة على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وقد يسبقه نومٌ بعد صلاة العشاء وقد لا يسبقه.[٤]


الفرق بين التهجد وقيام الليل

بعد بيان المقصود بالتهجّد وقيام الليل يتبيّن الفرق بينهما بأمرٍ واحدٍ يتمثّل بالوقت وبيان ذلك آتياً:[٢]

  • التهّجد: لا يُطلق التهجّد إلّا على العبادات التي تؤدّى بعد الاستيقاظ من النوم، أي أنّ المتهجّد هو مَن أدّى صلاة العشاء، ثمّ نام، ثمّ استيقظ للصلاة والعبادة، والتهجّد هو المراد بقول الله -تعالى-: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا)،[٥] كما ورد عن أمّ المؤمنين عائشة وابن عباس -رضي الله عنهما-.
  • قيام الليل: يطلق قيام الليل على العبادات التي تؤدّى ليلاً بعد صلاة العشاء، سواءً سُبق بنومٍ أم لم يُسبق.


حكم التهجد وقيام الليل

التهجّد وقيام الليل من السنن المؤكدة في كلّ ليلةٍ الواردة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، استدلالاً بعدّة أدلةٍ، يُذكر منها:[٦]

  • قال الله -تعالى-: (وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَحمودًا).[٧]
  • أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ).[٨]


الأسباب المعينة على التهجد وقيام الليل

تتعدّد الأسباب التي تُعين العبد على التهجّد وقيام الليل، بيان البعض منها آتياً:[٩]

  • الخوف من الله -تعالى-، والخشية منه، والطمع في نيل واستحقاق رحمته، قال -عزّ وجلّ-: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ).[١٠]
  • عدم التعلّق بالحياة الدنيا وما فيها من ملذاتٍ وشهواتٍ وأهواءٍ، بل الحرص على أداء الأعمال الصالحة التي تنفع العبد في الآخرة، ومنها: قيام الليل، فقد ثبت في الصحيح عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: (أخَذَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمَنْكِبِي، فَقَالَ: كُنْ في الدُّنْيَا كَأنَّكَ غَرِيبٌ أوْ عَابِرُ سَبِيلٍ).[١١]
  • استغلال الأوقات والصحة بالأعمال الصالحة، ومجاهدة النفس على أدائها والحرص عليها.
  • طرد وساوس الشيطان ومكائده، والسعي في أداء الأعمال التي تُرضي الله -سبحانه-.


المراجع

  1. "النوافل طريق المحبة"، طريق الإسلام، 2016/8/17، اطّلع عليه بتاريخ 10/3/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 86-87. بتصرّف.
  3. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 606. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 232-234. بتصرّف.
  5. سورة المزمل، آية:6
  6. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 607. بتصرّف.
  7. سورة الإسراء، آية:79
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1163، صحيح.
  9. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 612-614. بتصرّف.
  10. سورة الزمر، آية:9
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:6416، صحيح.