صلاة التراويح
تُعرّف التراويح في اللغة بأنّها: استراحة النفس والترويح عنها بعد مشقةٍ وتعبٍ، أمّا في الاصلاطح الشرعيّ فهي: صلاة القيام في شهر رضمان، وسميّت بالتراويح؛ لأنّ المصليّن يجلوس بعد أداء كلّ أربع ركعاتٍ منها للاستراحة والعودة من جديدٍ للصلاة.[١]
كم يقرأ المصلي في صلاة التروايح؟
اختلف العلماء في تحديد ما يقرأ المصلّي في صلاة التراويح، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[٢]
- الحنابلة وأبو حنفية: قالوا إنّ ختم القران في صلاة التروايح مرةً واحدةً سنةٌ، ويتحقّق الختم بقراءة عشر آياتٍ في كلّ ركعةٍ، إذ إنّ مجموع عدد ركعات التراويح طوال شهر رمضان ستمئة ركعة، أي بأداء عشرين ركعةً كلّ يومٍ، وقال الإمام الكاساني من الحنفية تُفضّل القراءة في صلاة التراويح بما يُناسب حال المصلّين دون إلحاق أي مشقّةٍ بهم، إذ إنّ تكثير المصلّين والجماعة أولى من تطويل القراءة.
- المالكية والشافعية: قالوا يُندب ختم القرآن في صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك، ويجوز للمصلّي أن يقرأ سورةً واحدةً في التراويح طوال شهر رمضان، أو قراءة سورةٍ في كلّ ركعةٍ أو في كلّ ركعتَين وتكرارها في جميع الركعات إن لم يكن المصلّي يحفظ غيرها، ويتحقّق ختم القرآن في التراويح بقراءة جزءٍ في كلّ ليلةٍ وتوزيعه على ركعات التراويح.[٣]
حكم صلاة التروايح
أجمع العلماء على مشروعيّة صلاة التراويح، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ ذاتَ لَيْلَةٍ مِن جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى في المَسْجِدِ، فَصَلَّى رِجالٌ بصَلاتِهِ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فاجْتَمع أكْثَرُ منهمْ، فَصَلَّوْا معهُ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّوْا بصَلاتِهِ، فَلَمَّا كانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ المَسْجِدُ عن أهْلِهِ حتَّى خَرَجَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكانُكُمْ، لَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْها)،[٤][٥] إلّا أنّهم اختلفوا في الحكم التفصيلي لصلاة التروايح في رمضان وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[٦][٧]
- جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة: قالوا إنّ صلاة التراويح سنةٌ مؤكدةٌ على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ، ولا تجب عليهم، استدلالاً بما ورد أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ فرضَ صيامَ رمضانَ وسنَنتُ قيامَهُ).[٨]
- المالكية: قالوا إنّ صلاة التراويح مندوبةٌ ندباً أكيداً للرجال والنساء، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،[٩] والمقصود بالقيام في الحديث السابق صلاة التروايح.
المراجع
- ↑ محمد ضياء الرحمن الأعظمي، صلاة التراويح، صفحة 27. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 147-148. بتصرّف.
- ↑ الحاجّة كوكب عبيد، فقه العبادات على المذهب المالكي، صفحة 196. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم المؤمنين عائشة، الصفحة أو الرقم:924، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 468. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفهية الكويتية، صفحة 136-137. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 309. بتصرّف.
- ↑ رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبدالرحمن بن عوف، الصفحة أو الرقم:3/128، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:37، صحيح.