كيفية صلاة القيام بسورة البقرة

يبلغ عدد آيات سورة البقرة مئتين وستةٍ وثمانين آيةً،[١] وتُقرأ في صلاة قيام الليل بقسمة عدد آياتها على عدد الركعات التي يُريد قائم الليل أداؤها، فعلى سبيل المثال: إن أراد أن يصلّي إحدى عشر ركعةً فيقرأ في كلّ ركعةٍ ما يقارب ستةً وعشرين آيةً، ويُمكن للمصلّي أيضاً أن يقرأ ما تيسّر له من سورة البقرة إمّا في صلاة القيام أو خارجها، فكلّ ذلك خيرٌ وله فضلٌ وأجرٌ، كما أنّ الأعمال بالنيات والنيّة محلّها القلب، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كُتِبَتْ له حَسَنَةً، ومَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَعَمِلَها، كُتِبَتْ له عَشْرًا إلى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ، ومَن هَمَّ بسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، لَمْ تُكْتَبْ، وإنْ عَمِلَها كُتِبَتْ).[٢][٣]


فضل سورة البقرة

تترتّب العديد من الفضائل على الأخذ بسورة البقرة تلاوةً وحفظاً، يُذكر من تلك الفضائل أنّ سورة البقرة:[٤]

  • تحفظ العبد وتحصّنه، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ).[٥]
  • تتضمّن أعظم آيةٍ من آيات القرآن؛ وهي آية الكرسي.
  • تطرد الشياطين من البيوت، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ).[٦]


أحكام ومسائل في قيام الليل

حكم ووقت قيام الليل

قيام الليل سنةٌ مؤكدةٌ،[٧] يبدأ وقته من بعد صلاة العشاء وينتهي برفع الأذان الثاني للفجر، فيُمكن القيام في أول الليل أو وسطه أو آخره.[٨]


عدد ركعات قيام الليل

لم يحدّد الشرع عدداً معيناً لركعات قيام الليل، أي أنّه يُمكن للمسلم أن يُقيم الليل بما شاء من الركعات دون أي حرجٍ أو بأسٍ،[٩] إلّا أنّ الأفضل الاقتداء بما كان عليه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بأداء إحدى عشرة ركعةً.[١٠]


كيفية أداء صلاة قيام الليل

كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُقيم الليل بأداء إحدى عشرة ركعةً، ويُسلّم بعدَ كلّ ركعتَين، وكان -عليه الصلاة والسلام- يُطيل القراءة والركوع والسجود، مع التخفيف بأوّل ركعتَين، ويُمكن أيضاً أداء ركعَتَين ثمّ الوتر بركعةٍ، أو أداء أربع ركعاتٍ بتسليمتَين والوتر بركعةٍ خامسةٍ، أو أداء ست ركعاتٍ بالتسليم من كلّ ركعتَين ثمّ الوتر بركعةٍ سابعةٍ، أو أداء ثمان ركعاتٍ بالتسليم من كل اثنتَين ثمّ الوتر بركعةٍ واحدةٍ، ولا حرج في ذلك، أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- عن رسولَ الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ له ما قدْ صَلَّى)،[١١] وتجدر الإشارة إلى أنّ الأفضل الاقتداء بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام- بقيام الليل بإحدى عشرة ركعةً، والتسليم من كلّ ركعتَين ثمّ الوتر بركعةٍ واحدةٍ، وقراءة ما تيسّر من القرآن الكريم بتدبّرٍ وترتيلٍ، ولا حرج من الزيادة على تلك الركعات أو النقصان منها.[١٠]

المراجع

  1. عبد الكريم يونس الخطيب، التفسير القرآني للقرآن، صفحة 23. بتصرّف.
  2. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:130، صحيح.
  3. الشيخ خالد بن عبد المنعم الرفاعي (3/10/2017)، "قراءة سورة البقرة في قيام الليل"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2021. بتصرّف.
  4. سيد مبارك (7/1/2015)، "فضائل سورة البقرة"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2021. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو، الصفحة أو الرقم:5008، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:780، صحيح.
  7. سعيد بن وهف القحطاني، قيام الليل، صفحة 5. بتصرّف.
  8. "قيام الليل .. صفته ووقته وفضله"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 20/11/2021. بتصرّف.
  9. "الدرر السنية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 20/11/2021. بتصرّف.
  10. ^ أ ب سماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله، "عدد ركعات صلاة الليل"، موقع سماحة الشيخ الامام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2021. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:990، صحيح.