قيام الليل

يُراد بقيام الليل قضاء كل وقت الليل أو بعضه بالتقرّب من الله -تعالى- بالعبادات والطاعات بأيّ صورةٍ وشكلٍ منها؛ كقراءة القرآن، والتسبيح، وذكر الله، والاستغفار، والصلاة، والدعاء، والصلاة على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وغيرها.[١]


ما الآيات التي تُقرأ في قيام الليل؟

تجدر الإشارة بدايةً إلى أنّ قراءة شيءٍ من القرآن في الصلاة بعد سورة الفاتحة لا تجب على المصلّي، وذلك في كلٍّ من صلاة الفريضة وصلاة التطوع، وإن أراد القراءة في قيام الليل فيُقرأ ما شاء من آيات القرآن الكريم، سواءً من السُّور الطويلة أم القصيرة على حدٍّ سواءٍ،[٢] إلّا أنّه ثبت عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قرأ في قيام الليل ببعض السور، وبيان ذلك آتياً:[٣]

  • قراءة كلٍّ من سور: البقرة وآل عمران والنساء في ركعةٍ واحدةٍ، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-: (صَلَّيْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ البَقَرَةَ، فَقُلتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ المِئَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلتُ: يُصَلِّي بهَا في رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلتُ: يَرْكَعُ بهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا).[٤]
  • قراءة سورة البقرة في ركعةٍ، وقراءة سورة آل عمران وسورةٍ أخرى في ركعةٍ، استدلالاً بما ورد عن عوف بن مالك الأشجعي -رضي الله عنه-: (قمتُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فبدأَ فاستاكَ وتوضَّأَ ثمَّ قامَ فصلَّى فبدأَ فاستفتحَ منَ البقرةِ لا يمرُّ بآيةِ رحمةٍ إلَّا وقفَ وسألَ ولا يمرُّ بآيةِ عذابٍ إلَّا وقفَ يتعوَّذُ ثمَّ رَكعَ فمَكثَ راكعًا بقدرِ قيامِهِ يقولُ في رُكوعِهِ سبحانَ ذي الجبروتِ والملَكوتِ والْكبرياءِ والعظمةِ ثمَّ سجدَ بقدرِ رُكوعِهِ يقولُ في سجودِهِ سبحانَ ذي الجبروتِ والملَكوتِ والْكبرياءِ والعظمةِ ثمَّ قرأَ آلَ عمرانَ ثمَّ سورةً ثمَّ سورةً فعلَ مثلَ ذلِكَ).[٥]
  • قراءة سورة البقرة في ركعتَين، استدلالاً بما ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قسمَ سورةَ البقرةِ في ركعتين).[٦]
  • قراءة سورة الإخلاص، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: (أنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ يُرَدِّدُهَا، فَلَمَّا أصْبَحَ جَاءَ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَ له ذلكَ، وكَأنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ).[٧]


هل تجوز القراءة من المصحف في قيام الليل؟

يجوز للمسلم القراءة مباشرةً من المصحف في قيام الليل، سواءً كان المصلّي إماماً أو منفرداً في صلاته، فالأدلة الواردة على مشروعية القراءة في الصلاة وردت عامةً، ولم تخصّصها بأن تكون غيباً، ويُستدلّ أيضاً بما ورد عن عبدالله بن أبي مليكة: (أنَّ عائشةَ رضِي اللهُ عنها كان يَؤُمُّها غلامُها ذَكْوانُ في المُصحَفِ في رمَضانَ)،[٨] وتجدر الإشارة إلى أنّ الإمامة في الصلاة أحقّ للحافظ غيباً إن توفّر؛ فذلك أدعى للخشوع وحضور القلب، أمّا المنفرد في صلاته فتُندب في حقّه القراءة من المصحف؛ لعدم هجر القرآن أو الاقتصار على بعض السور منه.[٢]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 232. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "القراءة من المصحف في قيام الليل"، إسلام ويب، 1/11/2000، اطّلع عليه بتاريخ 15/3/2021. بتصرّف.
  3. د. إبراهيم بن محمد الحقيل (29/9/2007)، "القراءة في صلاة الليل"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 15/3/2021. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:772، صحيح.
  5. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم:1131، صحيح.
  6. رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2/277، رجاله ثقات.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:7374، صحيح.
  8. رواه النووي، في الخلاصة، عن عبدالله بن أبي مليكة، الصفحة أو الرقم:1/500، إسناده صحيح.