قيام الليل خيرٌ عظيمٌ وعملٌ جليلٌ في الدُّنيا والآخرة؛ باعتباره من أعظم أسباب نَيل الأجور المُضاعفة العظيمة، وسببٌ في استجابة دعاء السائلين، كما أنّه من طُرق مناجاة الله -عزّ وجلّ-.[١]


قيام الليل

قيام الليل هو قضاء الليل كلّه، أو قيام جزءٍ منه في طاعة الله وعبادته بمختلف صُورها وأشكالها؛ مثل: الصلاة، وقراءة القرآن، والتسبيح، والصلاة على النبيّ محمد -عليه الصلاة والسلام-، وحضور مجالس العِلم والذِكر، والدعاء، وغيرها الكثير.[٢]


فضل قيام الليل

يترتّب فضلٌ جمٌّ عظيمٌ على قيام الليل؛ للعديد من الأسباب، منها ما يأتي:[٣]

  • نيل فضل الاقتداء بالنبيّ محمد -عليه الصلاة والسلام- وسنّته، فقد اهتمّ –عليه الصلاة والسلام- بقيام الليل، وحَرِص على أدائه والاجتهاد فيه اجتهاداً عظيماً؛ فقد ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّه -عليه الصلاة والسلام- كان يقوم الليل حتى تتفطّر قدماه، فسألته عن سبب قيامه لليل وقد غفر الله له ما تقدّم وما تأخّر من ذنبه، فأجابها قائلاً: (أفلا أُحِبُّ أنْ أكُونَ عَبْدًا شَكُورًا).[٤]
  • إنّ قيام الليل سببٌ من أسباب دخول الجنّة؛ لقول النبيّ محمد -عليه الصلاة والسلام-: (أَيُّها الناسُ أَفْشُوا السلامَ، وأَطْعِمُوا الطعامَ، وصَلُّوا والناسُ نِيَامٌ، تَدْخُلوا الجنةَ بسَلَامٍ).[٥]
  • استحقاق المحافظين على قيام الليل لرحمة الله، ووصفهم بالإحسان؛ قال الله -سبحانه وتعالى-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ*كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).[٦]
  • ثناء الله ومدحه لقائمي الليل باعتبارهم عباد الرحمن الأبرار؛ قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا*وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا).[٧]
  • شهادة الله بالإيمان الكامل للمحافظين على قيام الليل؛ قال الله - سبحانه وتعالى-: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ*تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ).[٨]
  • تمييز المحافظين على قيام الليل عن غيرهم من العباد؛ قال الله -سبحانه وتعالى-: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ).[٩]
  • قيام الليل سببٌ لتكفير الذنوب والخطايا؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (عليكم بقيامِ الليلِ؛ فإنَّه دَأْبُ الصالحينَ قبلَكم، وهو قُرْبةٌ إلى ربِّكم، ومَكْفَرةٌ للسِّيِّئاتِ، ومَنْهاةٌ عن الإثمِ).[١٠]
  • قيام الليل أفضل صلاةٍ بعد صلاة الفريضة؛ استدلالاً بقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ).[١١]
  • قيام الليل مُفضَّل على الدُّنيا وما فيها؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ القُرْآنَ فَهو يَقُومُ به آناءَ اللَّيْلِ، وآناءَ النَّهارِ، ورَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا، فَهو يُنْفِقُهُ آناءَ اللَّيْلِ، وآناءَ النَّهارِ).[١٢]


المراجع

  1. "قيام الليل وفضله"، الألوكة الشرعية، 12/10/2018، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 232 - 2. بتصرّف.
  3. سعيد بن وهف القحطاني، كتاب قيام الليل لسعيد بن وهف القحطاني، صفحة 7. بتصرّف.
  4. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن سلام، الصفحة أو الرقم:2485، صحيح.
  5. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن سلام، الصفحة أو الرقم:2485، صحيح.
  6. سورة الذاريات، آية:15-18
  7. سورة الفرقان، آية:63-64
  8. سورة السجدة، آية:15-16
  9. سورة الزمر، آية:9
  10. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:452، حسن.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1163، صحيح.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:815، صحيح.