صلا التروايح

صلاة التراويح هي: صلاة القيام في رمضان، وقد سميّت بالتراويح؛ لأنّ الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يستريحون بعد كلّ تسليمَتَين، أي بعد كلّ أربع ركعاتٍ، وهي من السنن المؤكدة الثابتة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بقوله وفعله، فقد أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[١][٢]


كيفية ختم القرآن في التروايح

بيّن العلماء كيفية وحكم ختم القرآن الكريم كاملاً في صلاة التروايح في شهر رمضان المبارك، وذهبوا في ذلك إلى عدّة آراءٍ بيانها آتياً:

  • الحنفية والحنابلة: قالوا إنّه يُسنّ ختم القرآن الكريم مرةً في صلاة التراويح في شهر رمضان، ويتحقّق الختم بقراءة عشر آياتٍ أو نحوها في كلّ ركعةٍ من ركعات التراويح، إذ إنّ عدد ركعات صلاة التراويح طوال شهر رمضان ستمئة أو خمسمئة وثمانين ركعة؛ أي بأداء عشرين ركعةً في كلّ ليلةٍ من ليالي رمضان، وآيات القرآن ستة آلاف آية تقريباً، فإن قرأ المصلّي عشر آياتٍ في كلّ ركعةٍ فإنّه بذلك يختم القرآن مرةً في صلاة التراويح.[٣][٤]
  • المالكية: قالوا إنّ صلاة التراويح تؤدّى عشرين ركعة دون ركعات الشفع والوتر، ويُختم القرآن في صلاة التراويح بقراءة جزءٍ من القرآن فيها في كلّ ليلةٍ من ليالي رمضان، وبذلك يُختم القرآن كاملاً في صلاة التراويح طوال شهر رمضان.[٥][٦]
  • الشافعية: قالوا إنّ صلاة التراويح تؤدّى عشرين ركعة دون ركعات الوتر، وتكون القراءة فيها بمراعاة أحوال الناس في الصلاة؛ فإن كانت قراءة الإمام قراءةً سريعةً فيقرأ ثلاثين آيةً في الركعة، وإن كانت قراءته متوسطةً فيقرأ خمساً وعشرين آيةً، وإن كانت بطيئةً فيقرأ عشرين آيةً، وعلى هذا النحو.[٧]


فضل التروايح

تترتّب العديد من الفضائل على صلاة التروايح، يُذكر أنّها:[٨]

  • سببٌ من أسباب تكفير الذنوب والسيئات، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[٩]
  • سببٌ لمضاعفة الأُجور والحسنات ورفع الدرجات والمنازل إن مكث المصلّي وبقي جالساً إلى حين انصراف الإمام وذهابه من المسجد، استدلالاً بما ورد عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه-: (قلنا يا رسولَ اللَّهِ لَو نفلتَنا قيامَ هذِه اللَّيلةِ قالَ إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حسبَ لَه قيامُ ليلةٍ).[١٠]
  • سببٌ من أسباب دخول الجنّة والتنعّم بما فيها من النعيم الخالد المُقيم، استدلالاً بما ورد عن عمرو الجُهنيّ -رضي الله عنه-: (جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ، فقال: يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن شهدتُ أن لا إله إلا اللهُ، وأنك رسولُ اللهِ، وصلَّيتُ الصلواتِ الخمسِ، وأدَّيتُ الزكاةَ، وصمتُ رمضانَ، وقُمتُه، فممَّن أنا؟ قال: من الصِّدِّيقين والشُّهداءِ).[١١]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:37، صحيح.
  2. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، قيام الليل ، فضله، وآدابه، والأسباب المعينة عليه في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 60-61. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 147-148. بتصرّف.
  4. موسى بن أحمد بن موسى بن سالم بن عيسى بن سالم الحجاوي المقدسي، ثم الصالحي، شرف الدين، أبو النجا، الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل، صفحة 147. بتصرّف.
  5. الحاجّة كوكب عبيد، فقه العبادات على المذهب المالكي، صفحة 196. بتصرّف.
  6. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري ، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 310. بتصرّف.
  7. أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي، المجموع شرح المهذب ، مع تكملة السبكي والمطيعي، صفحة 32-34. بتصرّف.
  8. "صَلاةُ التَّراويحِ (قيامُ رَمضانَ)"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 5/4/2021. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:759، صحيح.
  10. رواه الألباني ، في صحيح النسائي، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:1363، صحيح.
  11. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عمرو بن مرة الجهني، الصفحة أو الرقم:1003، صحيح.