ما يقرأ في سنة الفجر

يُسن لمَن أراد أداء سنة الفجر أن يقرأ في الركعة الأولى سورة الكافرون بعد سورة الفاتحة، ويقرأ سورةَ الإخلاص في الركعة الثانية، أو أن يقرأ في الركعة الأولى قوله -تعالى-:(قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)،[١] وفي الركعة الثانية قوله -تعالى-: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)،[٢] استدلالاً بعدّة أدلةٍ، منها:[٣]

  • ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَرَأَ في رَكْعَتَيِ الفَجْرِ: قُلْ يا أَيُّهَا الكَافِرُونَ، وَقُلْ هو اللَّهُ أَحَدٌ).[٤]
  • ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَأُ في رَكْعَتَيِ الفَجْرِ: {قُولوا آمَنَّا باللَّهِ وَما أُنْزِلَ إلَيْنَا}[البقرة:136]، وَالَّتي في آلِ عِمْرَانَ: {تَعَالَوْا إلى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بيْنَنَا وبيْنَكُمْ}[آل عمران:64])[٢].[٥]


حكم سنة الفجر

سُنة الفجر من السنن الرواتب المؤكدة الثابتة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ولا يترتّب أي إثمٍ على المسلم إن تركها، إلّا أنَّه يفوته الأجر والمثوبة العظيمة والفضل الكبير، وممّا يدلّ على ذلك ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: (لَمْ يَكُنِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ).[٦][٧][٨]


حكم قضاء سنة صلاة الفجر

يُستحبّ لمَن فاتته سُنة الفجر أن يؤديها إمّا بعد فرض الفجر أو بعد طلوع الشمس، والدليل على ذلك فعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، إذ إنّه صلّاها ذات مرةٍ بعد طلوع الشمسِ قضاءً.[٩]


الأفضل في سنة صلاة الفجر

الأفضل في سنة الفجر أن تؤدّى في البيت، اقتداءً بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، إذ كان يحرص على أدائها في البيت، كما أنّه يُستحبّ المداومة على سنة الفجر في الحضر والسفر وفي كلّ الأحوال والظروف، ويُسنّ التخفيف فيها دون الإطالة في القراءة أو الركوع أو السجود، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها-: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا طَلَعَ الفَجْرُ، لا يُصَلِّي إلَّا رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ).[١٠][١١]


فضل سنة الفجر

تترتّب العديد من الفضائل والأُجور على أداء ركعتي سنّة الفجر، فهما خيرٌ من الدنيا وما فيها، وقد ورد في شأنها وفضلها الكثير من الأحاديث النبوية، منها: ما ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا)،[١٢] وورد عنها أيضاً: (لَمْ يَكُنِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ).[٦][٧]


المراجع

  1. سورة البقرة، آية:136
  2. ^ أ ب سورة آل عمران، آية:64
  3. الدرر السنية، "سنة الفجر"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 4/11/2021.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:726، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:727، صحيح.
  6. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1169، صحيح.
  7. ^ أ ب راشد العبد الكريم، كتاب الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية، صفحة 220. بتصرّف.
  8. "لا إثم في ترك السنن الراتبة"، إسلام ويب، 28/12/2004، اطّلع عليه بتاريخ 20/12/2021. بتصرّف.
  9. ناصر بن مشري الغامدي، كتاب أحكام العبادات المترتبة على طلوع الفجر الثاني، صفحة 47. بتصرّف.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حفصة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:723، صحيح.
  11. فهد بن يحيى العماري (19/1/2018)، "جَنْيُ الثّمَرِ في أَحكامِ سُنّةِ الفَجْرِ"، موقع المسلم، اطّلع عليه بتاريخ 4/11/2021. بتصرّف.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:725، صحيح.