تعدّ سنّة الفجر من السنن الرواتب؛ وهي السنن التي تؤدّى قبل صلاة الفرض أو بعدها، وتكون دائمةً، وتابعةً للفرائض ومرتبطةً بها؛[١] لذا سُمّيت بالراتب، وفيما يأتي تفصيلٌ حول سنّة صلاة الفجر: أين تؤدّى، وكيفيّتها، وفضلها.


أين تصلّى سنة الفجر؟

سنّة الفجر من حيث وقتها

تؤدّى سنّة الفجر قبل أداء الفريضة؛ فهي سنَّةٌ قبليَّةٌ يؤدّيها المسلم قبل الفرض، حيث كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ينتظر إتمام المؤذّن لأذان الفجر، حتّى يشرع في أداء سنة الفجر قبل إقامة الصلاة، ودليل ذلك ما روته أمّ المؤمنين حفصة بنت عمر -رضي الله عنهما- من قولها: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، كانَ إذَا سَكَتَ المُؤَذِّنُ مِنَ الأذَانِ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، وَبَدَا الصُّبْحُ، رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تُقَامَ الصَّلَاةُ).[٢][٣]


أفضليّة صلاة سنة الفجر في البيت

ذهب العلماء إلى استحباب أداء سنّة الفجر وسائر السنن الرواتب الأخرى في البيت؛ لما رُوي عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّه: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فِيهَا)،[٤] ولعل الحكمة من أداء سنّة الفجر وغيرها من السنن الرواتب في البيت؛ إعمار المسلم لبيته بالصلاة والذكر، وأنّ أداءها في البيت قد يكون سببًا لتمام الخشوع وحضور القلب.[٥]


كيفيّة أداء سنة الفجر

ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه كان يؤدّي سنَّة الفجر بركعتين خفيفتين قبل أداء فرض الفجر؛ أي لم يكن يطيل فيهما القراءة، وكان يقرأ في ركعتي الفجر بسورتي الكافرون والإخلاص؛ للحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- من قوله: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَرَأَ في رَكْعَتَيِ الفَجْرِ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وَ{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ})،[٦] وورد في رواية عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّه كان يقرأ غيرهما، كما جاء في قوله: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَأُ في رَكْعَتَيِ الفَجْرِ: {قُولوا آمَنَّا باللَّهِ وَما أُنْزِلَ إلَيْنَا}، وَالَّتي في آلِ عِمْرَانَ: {تَعَالَوْا إلى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بيْنَنَا وبيْنَكُمْ})؛[٧] فيستحبّ للمسلم اقتداءً بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام- أن يقرأ عند أداء سنة الفجر مرَّةً بسورة الكافرون والإخلاص، ومرَّةً بالآيتين السابقتين، ويستحبّ للمسلم أن يضطجع على شقّه الأيمن بعد أدائه لسنّة الفجر؛ لما ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه كان يفعل ذلك.[٣]


فضل سنّة الفجر

ورد في فضل سنّة الفجر أحاديث عديدةٌ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وفيما يأتي ذكرٌ لعددٍ من فضائلها:[٨]

  • تعهّد النبيّ لها ومحافظته على أدائها: إذ لم يكن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يترك أداءها حتّى في السفر، مع أنّه كان يترك بعض السنن في السفر إلا سنة الفجر والوتر.
  • سنّة الفجر خير من الدنيا: ممّا يدلّ على فضل سنّة الفجر، وعظيم ثوابها، قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام- فيها: (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا)؛[٩] والمقصود بركعتي الفجر؛ سنّة الفجر.
  • سنّة الفجر من آكد السنن: فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يقضيها إذا فاتته.[٣]

المراجع

  1. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 589-591. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حفصة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:723، حديث صحيح.
  3. ^ أ ب ت محمد بن عمر بازمول، بغية المتطوع في صلاة التطوع، صفحة 22-29. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1180، حديث صحيح.
  5. صالح الفوزان، الملخص الفقهي، صفحة 172-175. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:726، حديث صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:727، حديث صحيح.
  8. أحمد حطيبة، شرح الترغيب والترهيب للمنذري، صفحة 7. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:725، حديث صحيح.