عدد تسبيحات صلاة التسابيح

تحتوي صلاة التسابيح على ثلاثمئة تسبيحة، زيادة على التسبيحات المعروفة في الصلاة، كستبيحات الركوع والسجود، وغير ذلك، فالركعة الواحدة منها تحتوي على خمس وسبعين تسبيحة، وصلاة التسابيح من الصلوات النوافل التي تؤدى بكيفية مخصوصة، حيث سميت بذلك؛ لكثرة التسبيح فيها، وهو غير المعتاد في الصلوات الأخرى.[١][٢]


كيفية صلاة التسابيح

تؤدى صلاة التسابيح بكيفيتين اثنتين، ويتكرّر فيها قول: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)، وبيان ذلك كما يأتي:[٣]


الكيفية الأولى

  • تؤدى صلاة التسابيح أربع ركعات.
  • يقرأ في كل ركعة منها سورة الفاتحة، وسورة أخرى من القرآن الكريم، وعندما ينتهي من القراءة، يقوم بالتسبيح، فيقول: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)، ويقوم بتكريرها خمس عشرة مرة.
  • في الركوع يُسبح مرة أخرى، كما فعل في المرة الأولى، ويكررها عشر مرات، وتكون زيادة على تسبحات الركوع.
  • عند الرفع من الركوع يُسبّح، ويكررها عشر مرات.
  • في السجدة الأولى يُسبح فيها عشر مرات، زيادة على تسبيحات السجود.
  • عند الجلوس بين السجدتين، يُسبح عشر مرات.
  • في السجدة الثانية، يسبّح عشر مرات.
  • عند الانتهاء من السجدة الثانية، يجلس جلسة الاستراحة، قبل قيامه للركعة الثانية، ويُسبح فيها عشر مرات.
  • وبذلك يكون مجموع التسبيحات في الركعة الواحدة خمساً وسبعين تسبيحة، ويفعل ذلك في الركعات الأربع.


الكيفية الثانية

  • تؤدى صلاة التسابيح أربع ركعات.
  • يبدأ المصلي بالتسبيح خمس عشرة مرة، بقوله: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله)، حيث يقولها قبل البدء بقراءة سورة الفاتحة.
  • في الركوع يسبح عشر مرات، غير تسبيحات الركوع.
  • عند الرفع من الركوع يسبح عشر مرات.
  • في السجود يسبح عشر مرات، غير تسبيحات السجود.
  • عند الجلوس بين السجدتين، يسبح عشر مرات.
  • في السجدة الثانية، يسبح عشر مرات.
  • عند الانتهاء من السجدة الثانية، يجلس جلسة الاستراحة، ويسبح عشر مرات.
  • ويكون بذلك مجوع التسبيحات في الركعة الواحدة خمس وسبعين تسبيحة، ويفعل ذلك في باقي الركعات.


ومما تجدر الإشارة إليه أن الأفضل أن تصلّى الركعات الأربع متصلة، دون أن يُفصَل بينها بسلام، وذلك إن صلّاها المسلم في النهار، وأما إن صلّاها ليلاً، فإن الأفضل أن تصلى مثنى مثنى، أي أن يسلم من كل ركعتين، لِما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاةُ اللَّيلِ مَثنى مَثنى)،[٤] وإن صلّاها أربع ركعات متصلة جاز ذلك.

وللمصلي أن يقرأ ما يشاء من السور بعد قراءة سورة الفاتحة، وذكر بعض أهل العلم أنه يفضّل أن يقرأ بعد سورة الفاتحة من طوال المفصّل وقصاره، والمفصّل في القرآن: هي السور القصيرة، التي كثُر الفصل بينها بالبسملة، ويبدأ من سورة الحجرات أو من سورة ق، على خلاف بين أهل العلم، إلى نهاية القرآن، ومن أمثلة طوال المفصل؛ سورة الحجرات وق والذاريات، ومن أمثلة قصاره؛ سورة الكوثر والكافرون.[٥]


وقت صلاة التسابيح

ليس لصلاة التسابيح وقت مخصص تؤدى فيه، فيجوز أداؤها في أي وقت من الليل والنهار، إلا في أوقات النهي، التي لا يجوز فيها أداء النوافل، ويمكن أن يصليها المسلم مرة واحدة، كل يوم، أو كل أسبوع، أو كل شهر، أو كل سنة، أو مرة واحدة في العمر، كما يجوز للمصلي أن يصليها منفرداً أو في جماعة، في البيت أو في المسجد.[٦][٧]


فضل صلاة التسابيح

  • من أهم ما يترتب على أداء صلاة التسابيح من الفضائل، ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم، أنها سبب لمغفرة جميع الذنوب كبيرها وصغيرها، سابقها وحاضرها، سرها وعلانيتها، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمه العباس: (يا عبَّاسُ يا عمَّاهُ ألا أعطيكَ ألا أمنحُك ألا أحبوكَ ألا أفعلُ لَك عشرَ خصالٍ إذا أنتَ فعلتَ ذلِك غفرَ اللَّهُ لَك ذنبَك أوَّلَه وآخرَه وقديمَه وحديثَه وخطأه وعمدَه وصغيرَه وَكبيرَه وسرَّهُ وعلانيتَه عشرُ خصالٍ أن تصلِّيَ أربعَ رَكعاتٍ تقرأُ في كلِّ رَكعةٍ بفاتحةِ الكتابِ وسورةٍ فإذا فرغتَ منَ القراءةِ في أوَّلِ رَكعةٍ قلتَ وأنتَ قائمٌ سبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلَه إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أكبرُ خمسَ عشرةَ مرَّةً..)،[٨] حيث ذكر كيفية صلاة التسابيح كاملة في الحديث.[٩]
  • والسبب في تكفير صلاة التسابيح للذنوب أنها تجمع بين أمرين، وهما: الصلاة، والتسبيح، وكلاهما لهما من الأجر والفضل الكبير في مغفرة الذنوب ومحوها، حيث جاء في فضل الصلاة ما جاء في الحديث: (أنَّ رَجُلًا أصابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فأتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخْبَرَهُ فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ، إنَّ الحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ} فقالَ الرَّجُلُ: يا رَسولَ اللَّهِ ألِي هذا؟ قالَ: لِجَمِيعِ أُمَّتي كُلِّهِمْ)،[١٠] وجاء في فضل التسبيح، قوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الحمدُ للهِ وسبحانَ اللهِ ولَا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ لتساقط من ذنوبِ العبدِ كما تساقطَ ورقُ هذه الشجرةٍ).[١١][١٢]


المراجع

  1. عبد الرحيم الطحان، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان، صفحة 1. بتصرّف.
  2. أبو مالك كمال بن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 427. بتصرّف.
  3. الهاشمي بن محمد السلوي، منهج التوضيح لمسائل صلاة التسبيح، صفحة 86-97. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1094، صحيح.
  5. محمد بن طولون، التسابيح كتاب تهذيب الاسماء واللغات&source=bl&ots=rPiTJiKKxU&sig=ACfU3U0G0xrP_V6Gv6H61-2ynVqRZq-WDw&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwjg7ez2z_XlAhUTrHEKHWSyCF0Q6AEwCHoECAoQBA#v=onepage&q=صلاة التسابيح كتاب تهذيب الاسماء واللغات&f=false الترشيح لبيان صلاة التسابيح، صفحة 61. بتصرّف.
  6. أبو إياس محمود بن عبد اللطيف بن محمود عويضة، الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 116. بتصرّف.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 151. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1147، صحيح.
  9. الشيخ الطبيب أحمد حطيبة ، شرح الترغيب والترهيب للمنذرى، صفحة 4. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:526، صحيح.
  11. مهران ماهر عثمان، "صلاة التسابيح"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 12/9/2021. بتصرّف.
  12. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3533، حسن.