صلاة الآيات

اتفق العلماء على أنّ المقصود بصلاة الآيات: الصلاة التي تؤدّى بسبب كسوف أو خسوف الشمس أو القمر، لكونهما من آيات الله -تعالى- في الكون،[١] واختلفوا في حكم الصلاة لغيرهما من الآيات؛ كالرِّيح الشديدة، والزلازل، وتفصيل أقوالهم فيما يأتي:[٢]

  • الحنفية: قالوا باستحباب الصلاة لكلّ آيةٍ من آيات الله؛ كالرِّيح الشديدة، والمطر، وغير ذلك، استدلالاً بفعل ابن عباس -رضي الله عنهما-، إذ إنّه صلّى حين وقع زلزال في البصرة.
  • المالكية: قالوا بمشروعيّة صلاة الآيات للكسوف والخسوف دون غيرهما من الآيات والأهوال.
  • الشافعية: قالوا إنّ صلاة الآيات لا تكون جماعةً إلّا بسبب الكسوف والخسوف، أمّا غيرهما من الآيات والأهوال فتؤدّى بشكلٍ منفردٍ.
  • الحنابلة: قالوا بعدم أداء صلاة الآيات إلّا للكسوف أو الخسوف أو الزلزال الشديد الدائم، استدلالاً بفعل ابن عباس -رضي الله عنهما-.


تعريف الكسوف والخسوف

يُقصد بالكسوف ذهاب نور الشمس أو القمر أو جزءٍ من نورهما، والكسوف والخسوف لفظان مُترادفان، والمشهور في اللغة: أنّ الكسوف للشمس والخسوف للقمر، ويقصد بصلاة الكسوف أو الخسوف أنّها: الصلاة التي تؤدّى بكيفيةٍ محددةٍ عند كسوف أو خسوف الشمس أو القمر.[٣]


حكم صلاة الآيات (صلاة الكسوف أو الخسوف)

ثبت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه صلّى في كسوف الشمس وفي خسوف القمر، فقد أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن المغير بن شُعبة -رضي الله عنه-: (انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَومَ مَاتَ إبْرَاهِيمُ، فَقالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إبْرَاهِيمَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتَانِ مِن آيَاتِ اللَّهِ، لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا، فَادْعُوا اللَّهَ وصَلُّوا حتَّى يَنْجَلِيَ)،[٤] وتفصيل حكم صلاة الكسوف والخسوف فيما يأتي:[٥]


حكم صلاة كسوف الشمس

اتّفق العلماء على أنّ صلاة كسوف الشمس سنةٌ مؤكّدةٌ.[٥]


حكم صلاة خسوف القمر

اختلف العلماء في حكم صلاة خسوف القمر، وبيان أقوالهم آتياً:[٥]

  • الحنفية: قالوا إنّها حسنةٌ.
  • المالكية: قالوا بندب أداء صلاة خسوف القمر.
  • الشافعية والحنابلة: قالوا إنّ صلاة خسوف القمر سنةٌ مؤكدةٌ.


كيفية صلاة الآيات

يُسنّ أداء صلاة الآيات جماعةً، وتصحّ بشكلٍ منفردٍ،[٦] وتؤدّى ركعَتان، في كلّ ركعةٍ قيامان للقراءة، وركوعان، وسجدتان، بالقراءة أول مرةٍ، ثمّ الركوع، ثمّ القيام مرةً أخرى للقراءة، ثمّ الركوع، ثمّ السجود مرّتين، استدلالاً بحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (انْخَسَفَتِ الشَّمْسُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا نَحْوًا مِن قِرَاءَةِ سُورَةِ البَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وهو دُونَ القِيَامِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وهو دُونَ القِيَامِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وهو دُونَ القِيَامِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ وقدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ)،[٧][٨] والكيفية السابقة صرّح بها المالكية والشافعية والحنابلة، أمّا الحنفية فقالوا إنّ صلاة الآيات تؤدّى ركعتَين كغيرهما من الركعات.[٩]


من أحكام صلاة الآيات

الجهر أو الإسرار في صلاة الآيات

فصّل العلماء في الجهر و الإسرار في صلاتي الكسوف والخسوف، وبيان ذلك آتياً:[١٠]

  • صلاة خسوف القمر: الأصل فيها هو الجهر؛ أي رفع الصوت بالقراءة فيها؛ لكونها تؤدّى ليلاً، واستدلالاً بما ثبت في الصحيح عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (جَهَرَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في صَلاةِ الخُسُوفِ بقِراءَتِهِ).[١١]
  • صلاة كسوف الشمس: اختلف العلماء في الجهر والإسرار في صلاة كسوف الشمس، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:
  • جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية: قالوا بالإسرار في صلاة كسوف الشمس، وعدم رفع الصوت بالقراءة فيها، استدلالاً بما ورد عن سمرة بن جندب -رضي الله عنه-: (صلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في كُسوفٍ لا نَسمعُ له صوتًا).[١٢]
  • الحنابلة وأبو يوسف من الحنفية: قالوا بالجهر ورفع الصوت في صلاة كسوف الشمس، استدلالاً بما ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صلَّى صلاةَ الكُسُوفِ وجَهَرَ بِالقراءةِ فِيها).[١٣]


النداء لصلاة الآيات

لا يُسنّ لصلاة الآيات أذانٌ أو إقامةٌ بإجماع العلماء، وإنّما يُنادى لها بقول: "الصلاة جامعةٌ"، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن عبدالله بن عمرو أنّه قال: (لَمَّا كَسَفَتِ الشَّمْسُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نُودِيَ إنَّ الصَّلاةَ جامِعَةٌ).[١٤][٦]


المراجع

  1. "صلاة الآيات"، اسلام ويب، 31-1-2005، اطّلع عليه بتاريخ 24/2/2021. بتصرّف.
  2. الموسوعة الفقهية الكويتية، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 258. بتصرّف.
  3. الموسوعة الفقهية الكويتية، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 252. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم: 1060، صحيح.
  5. ^ أ ب ت [مجموعة من المؤلفين]، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 252. بتصرّف.
  6. ^ أ ب عمر محمد عادل، "صلاة الكسوف"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 24/2/2021. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1052.
  8. "صِفةُ صلاةِ الكُسوفِ والخُسوفِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 24/2/2021. بتصرّف.
  9. عَبدالله بن محمد الطيّار، عبدالله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 448-447. بتصرّف.
  10. [مجموعة من المؤلفين]، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 257-258. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1065، صحيح.
  12. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم:562، حسن صحيح.
  13. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:563، حسن صحيح.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1045، صحيح.