الإمامة في اللغة: مصدرٌ من الفعل أمَّ، فيُقال: أمَّ الناس؛ أي أنّه صار إماماً في الصلاة يتبعونه المُصلّين ويقتدون به، والإمام مفردٌ يُجمع على أئمة، والإمام في الصلاة هو: مَن يتقدّم المُصلّين في صلاتهم ليتابعونه في أقوال وأفعال الصلاة.[١]


حكم الائتمام بالمأموم

أجمع العلماء على عدم صحّة الاقتداء والائتمام بمقتدٍ ومأمومٍ بشخصٍ آخرٍ؛ فعلى سبيل المثال: إن كانت صلاة الجماعة قائمةً والصفوف منتظمةً فلا يجوز لمَن أراد الالتحاق بالصلاة أن يجعل أحد المصلّين إمامه ويتابعه في أفعاله وأقواله، فالإمامة قائمةٌ على الاستقلال للإمام وحده في الصلاة، أمّا الاقتداء بالمسبوق (وهو مَن فاتته ركعة أو أكثر من صلاة الجماعة)[٢] في صلاته بعد سلام الإمام؛ فقد اختلف العلماء في حكم تلك الحالة، وبيان ما ذهبوا إليه آتياً :[٣]

  • الحنفية: قالوا بعدم صحّة الاقتداء بالمسبوق؛ أي جَعْله إماماً، لأنّه تابعٌ للإمام في الأصل ومقتدٍ به .
  • المالكية: قالوا بعدم جواز الاقتداء بالمسبوق بأيّ حالٍ من الأحوال، أمّا مَن أدرك مع الإمام أقلّ من ركعةٍ؛ أي أنّ معظم الصلاة فاتته؛ فيجوز الاقتداء به بجعله إماماً، ويبدّل نيّته إلى الإمامة.
  • الشافعية والحنابلة: قالوا بصحّة الاقتداء بالمسبوق بعد سلام الإمام، وقيّد الحنابلة الجواز في غير صلاة الجمعة .


كيفية الائتمام بالمأموم

إن أراد المسلم أداء صلاةٍ ما وكانت صلاة الجماعة قد انتهت، والمسبوقين في الصلاة يكملون ما فاتهم من صلاة الجماعة، وأراد المسلم الالتحاق بأحد المسبوقين بجَعْله إماماً عليهم، فيقف إلى يمينه؛ نيلاً لفضل وأجر صلاة الجماعة، ويبّدل المسبوق النيّة في صلاته من نية الاقتداء إلى نية الإمامة، وحين يُنهي المسبوق صلاته ويسلّم منها، يُكمل المُقتدي به صلاته ولا يسلّم معه، وبذلك يتحقّق فضل صلاة الجماعة، واستدلالاً بما ورد عن أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه-: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أبصرَ رجلًا يصلِّي وحدَهُ فقالَ ألا رجُلٌ يتصدَّقُ على هذا فيصلِّيَ معَهُ).[٤][٥]


فضل إمامة الصلاة

تترتّب العديد من الفضائل على الإمامة في الصلاة، بيان وتفصيل البعض منها آتياً:[٦]

  • تمييز الإمام وتفضيله عن غيره من العباد، كما أنّه جُعِل قدوةٌ لغيره، فقد وصف الله -تعالى- دعاء عباده قائلاً: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا).[٧]
  • نيل فضيلة دعاء النبيّ -عليه الصلاة والسلام- للأئمة، قال -عليه السلام-: (الإمامُ ضامِنٌ والمؤذِّنُ مؤتَمَنٌ اللَّهمَّ أرشِدِ الأئمَّةَ واغفِرْ للمُؤذِّنينَ).[٨]
  • منزلة الإمامة في الصلاة عظيمةٌ، دلّت على ذلك العديد من الأحاديث النبوية التي تبيّن مسؤولية الإمام وما يترتّب عليه، منها: قوله -عليه الصلاة والسلام-: (من أمَّ النَّاسَ فأصابَ الوقتَ فلَهُ ولَهُم ومنِ انتقصَ من ذلِكَ شيئًا فعليهِ ولا عليهِم)،[٩] وقال أيضاً: (الإمامُ ضامنٌ فإن أحسنَ فلَه ولَهُم وإن أساءَ يَعني فعَليهِ ولا علَيهِم).[١٠]


المراجع

  1. سعيد بن وهف القحطاني، الإمامة في الصلاة، صفحة 6-7. بتصرّف.
  2. محمد صالح المنجد (22/3/2021)، "أحكام المسبوق في الصلاة"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 22/3/2021. بتصرّف.
  3. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1198-1196. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:574، صحيح.
  5. "حكم الاقتداء بالمسبوق"، إسلام ويب، 7/4/2009، اطّلع عليه بتاريخ 22/3/2021. بتصرّف.
  6. سعيد بن وهف القحطاني، صلاة المؤمن، صفحة 615-612. بتصرّف.
  7. سورة الفرقان، آية:74
  8. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:12/15، صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:580، حسن صحيح.
  10. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:808، صحيح.