تعريف العورة

العورة في اللغة هي الخلل والعيب والنقص،[١] وفي الشرع: هي ما يجب ستره ويحرم النظر إليه، ويقصد بستر العورة: تغطية ما يقبح ويخجل من ظهوره أمام الناس، سواء كان ذكراً أو أنثى،[٢] وستر العورة أحد شروط صحة الصلاة بإجماع الفقهاء، استدلالاً بقوله تعالى: (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُل مَسْجِدٍ)[٣]، والمقصود بالزينة في الآية، هي: الثياب في الصلاة، وقد اتفق الفقهاء على أن من ترك ستر العورة في الصلاة عمداً، وهو قادر على سترها، فصلاته باطلة.[٤]


حكم ظهور اليسير من العورة في الصلاة

اختلف الفقهاء في حكم ظهور اليسير من العورة في الصلاة، وبيان اختلافهم كالآتي:[٥][٦]

  • الحنفية: قال الحنفية إذا انكشف ربع العورة من العورة المغلظة (القبل، والدبر، وما حولهما)، أو العورة المخففة (سوى القبل والدبر)، أثناء الصلاة، بمقدار أداء ركن، من غير قصد منه، بطلت صلاته، وإن كشفت عورته عن قصد منه، بطلت صلاته في الحال،، ولو كان أقل من الربع، وزمن انكشافها أقل من أداء ركن.
  • المالكية: قال المالكية ببطلان الصلاة مطلقاً إذا انكشفت العورة المغلظة،، سواء انكشف منها القليل، أواليسير، وعليه إعادة الصلاة، وأما إذا انكشفت العورة المخففة فلا تبطل، ويستحب له إعادة الصلاة.
  • الشافعية: قال الشافعية إذا كُشِفت العورة وكان قادراً على سترها، فصلاته باطلة، إلا إذا كشفت بسبب الريح، أو سهواً منه، وسترها في الحال، فلا تبطل صلاته، وإذا كُشِفت العورة بسبب غير الريح، فصلاته باطلة، أيّاً كان السبب، ولو كان طفلاً غير مميز.
  • الحنابلة: قال الحنابلة بعدم بطلان الصلاة إذا كشف شيء من العورة، وكان يسيراً، ولو طال زمن الانكشاف، واليسير عندهم، هم الذي لا يفحش النظر عرفاً، وإذا كشف الكثير من العورة عن غير قصد، وسترها في الحال فلا تبطل الصلاة، وتبطل إذا طال زمن انكشافها، وإن كشف عورته بقصد، فصلاته باطلة.


عورة الرجل والمرأة في الصلاة

فصّل الفقهاء في تحديد العورة بالنسبة للرجل والمرأة في الصلاة، وبيان ذلك كما يأتي:[٧][٨]

  • الحنفية: قالوا عورة الرجل في الصلاة، هي من السرّة إلى الركبة، والركبة عورة، أما السرة فليست عورة، وعورة المرأة الحرة هي جميع بدنها، باستثناء الوجه، والكفين، والقدمين، ظاهرهما وباطنهما، على الأصح في المذهب,
  • المالكية: قالوا عورة الرجل المغلظة: هي السوءتان( القبل والخصيتان، و حلقة الدبر)، وكل ما سوى ذلك هي عورة مخففة، والعورة المغلظة للمرأة الحرة جميع بدنها، باستثناء الصدر، وأطراف اليدين والرجلين، وما قابل الصدر من الظهر، والعورة المخففة هي الصدر، والأطراف.
  • الشافعية والحنابلة: قالوا عورة الرجل هي ما بين السرة إلى الركبة، والسرة والركبة ليستا من العورة، وعورة المرأة الحرة جميع بدنها، باستثناء الوجه، والكفين ظاهرهما، وباطنهما، وهو الراجح عند الحنابلة، ففي بعض الروايات في المذهب الحنبلي أن عورة المرأة جميع البدن باستثناء الوجه فقط.


المراجع

  1. "تعريف و معنى عورة في معجم المعاني الجامع"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 9/6/2021. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 173. بتصرّف.
  3. سورة الأعراف ، آية:31
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 257. بتصرّف.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 172-173. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 128-129. بتصرّف.
  7. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 171-172. بتصرّف.
  8. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 743-753. بتصرّف.