البسملة في الصلاة

البسملة في اللغة مصدرها بَسْمَلَ، وهي قول: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ومقصودها: أن يبدأ المسلم كل أمر من فعل وقول بذكر الله تعالى وتسبيحه؛ استعانة به جلّ وعلا، وقد افتتح الله تعالى كتابه القرآن الكريم بها، وافتتحت جميع سوره بها، باستثناء سورة التوبة.^[١][٢]

حكم البسملة في الصلاة

اختلف أهل العلم في حكم قراءة البسملة في كل ركعة من الركعات قبل قراءة الفاتحة، بين السنة والكراهة والوجوب، وبيان ذلك كله كما يأتي:^[٣][٤]

الحنفية والحنابلة: الاستحباب

ذهب الحنفية والحنابلة إلى أنه يسنّ للمصلي أن يأتي بالبسملة في الصلاة مع سورة الفاتحة، ومع كل سورة من سور القرآن، إلا سورة توبة، كما في المصحف؛ وذلك لأن البسملة آية مستقلة في القرآن الكريم، فلا تعد آية من سورة الفاتحة، ولا من أي سورة أخرى، فإذا نسيها المصلي وبدأ بقراءة سورة الفاتحة، فإنه يستمر بالقراءة، ولا يعيد البسملة، وقالوا بأنه يسنّ أن تُقرأ سرّاً في الصلاة؛ السرية والجهرية على حدّ سواء، وقال الحنفية أن هذا مشروع في حق الإمام والمنفرد، أما المأموم فإنه لا يأتي بالبسملة؛ لعدم جواز القراءة له ما دام مقتدياً بإمامه.

المالكية: الكراهة

ذهب المالكية إلى أنه يكره للمصلي أن يأتي بالبسملة في الصلاة المفروضة، سواء كانت سرية أو جهرية، ويُشرع قراءتها فقط في الصلاة النافلة وقيام الليل، وذلك لأن البسملة ليست آية مستقلة في القرآن الكريم، وليست آية من سورة الفاتحة، ولا من أي سورة أخرى، وقالوا بأنه يسنّ للمصلي أن يأتي بالبسملة في الصلاة، بشرط أن ينوي الخروج من خلاف العلماء، فيأتي بها سرّاً قبل البدء بقراءة الفاتحة.

الشافعية: الوجوب

ذهب الشافعية إلى أنه يجب على المصلي الإتيان بالبسملة في الصلاة مع سورة الفاتحة، فقراءتها فرض كفرضية قراءة الفاتحة، وعدم الإتيان بها يؤدي إلى بطلان الصلاة، وذلك في الصلاة الجهرية والسرية، على حدّ سواء، لأن البسملة تعد آية من آيات سورة الفاتحة، ويجب قراءتها جهراً في الصلاة الجهرية كما يجهر بسورة الفاتحة.

المواطن التي تُشرع فيها البسملة

يُشرع الإتيان بالبسملة في مواطن ومواضع عدة، فلا يقتصر ذكرها والإتيان به في الصلاة فقط، حيث اتفق الفقهاء على مشروعية الإتيان بالبسملة عند البدء بأي عمل، فهذا من تمام التوكل والاعتماد على الله، ومن هذه المواطن ما يأتي:^[٥][٦]

• عند البدء بقراءة القرآن، سوى الابتداء بسورة التوبة.
• عند الوضوء، إذ إن قولها عند البدء بالوضوء سنة من سنن الوضوء.
• عند الدخول إلى المسجد والخروج منه، اقتداءً بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ورد في السنة أنه كان يأتي بالبسملة عند دخوله المسجد وخروجه منه.
• عند الركوب، سواء ركوب سيارة أو طائرة، أو سفينة، ونحو ذلك.
• عند البدء بالأكل، حيث قال عليه الصلاة والسلام في تعليمه للغلام: (يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بيَمِينِكَ، وَكُلْ ممَّا يَلِيكَ).^[٧]
• عند دخول المنزل والخروج منه.
• عند الخلود للنوم.
• عند دخول الخلاء لقضاء الحاجة.