معنى صلاة الغفيلة

صلاة الغفيلة أو الغفلة هي: الصلاة التي يؤديها المسلم بين صلاتي المغرب والعشاء، وسمّيت بذلك الاسم لأنّ ذلك الوقت وقت غفلة الناس عن الصلاة وطاعة الله وعبادته بشكلٍ عامٍ وانشغالهم بأمورٍ أخرى.[١]


حكم صلاة الغفيلة

حكم صلاة الغفيلة دون تحديدها بعددٍ معينٍ من الركعات

يجوز التنفّل والتطوّع بالصلاة بين صلاتي المغرب والعشاء استدلالاً بعدّة أدلةٍ بيانها آتياً:[٢]

  • ثبت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه صلّى بين المغرب والعشاء، استدلالاً بما ورد عن الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-: (قال قالت لي أمِّي متى عهدُكَ بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال فقلت مالي به عهدٌ منذُ كذا وكذا قال فَهَمَّتْ بي قلتُ يا أمِّي دعيني حتى أذهبَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فلا أَدَعَهُ حتى يستغفرَ لي ويَستغفرَ لكِ قال فجئتُهُ فصلَّيتُ معهُ المغربَ فلمَّا قضَى الصلاةَ قامَ يُصلِّي فلم يزلْ يُصلِّي حتى صلَّى العشاءَ ثم خرجَ).[٣]
  • ثبت أنّ الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يتطوّعون بالصلاة بين المغرب والعشاء، ورد عن قتادة بن دعامة: (عن أنسٍ رضي اللَّهُ عنهُ في قولِهِ تعالى تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ الْمَضَاجِعِ، كانوا يتيقَّظونَ ما بينَ المغربِ والعشاءِ يصلُّونَ).[٤]
  • الأصل جواز التطوّع بين المغرب والعشاء، إذ إنّه لم يرد أي دليلٍ على المنع وعدم الجواز، كما أنّ ذلك الوقت ليس من الأوقات المنهي عن الصلاة فيها.[٥]
  • وردت أقوال لعددٍ من العلماء تبيّن جواز التطوّع بين صلاتي المغرب والعشاء، يُذكر منه: قول الإمام الشوكاني -رحمه الله- في نيل الأوطار: (الآيات والأحاديث المذكورة في الباب تدلّ على مشروعية الاستكثار من الصلاة ما بين المغرب والعشاء، والأحاديث وإن كان أكثرها ضعيفاً فهي منتهضةً بمجموعها، لا سيما في فضائل الأعمال، قال العراقي: وممّن كان يصلي ما بين المغرب والعشاء من الصحابة: عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمرو وسلمان الفارسي وابن عمر وأنس بن مالك في ناسٍ من الأنصار، ومن التابعين: الأسود بن يزيد وأبو عثمان النهدي وابن أبي مليكة وسعيد بن جبير ومحمد بن المنكدر وأبو حاتم وعبد الله بن سخبرة وعلي بن الحسين وأبو عبد الرحمن الحبلي وشريح القاضي وعبد الله بن مغفل وغيرهم، ومن الأئمة: سفيان الثوري).


حكم صلاة الغفيلة بعددٍ معينٍ من الركعات

لا يجوز التطوّع بالصلاة بين المغرب والعشاء بتحديد عددٍ معيّنٍ من الركعات والمداومة عليه، والحديث الذي نصّه: (مَن صلَّى بعد المغربِ سِتَّ ركَعاتٍ لم يتكلمْ فيما بينَهُن بسوءٍ ، عُدِلْنَ له بعبادةِ ثِنْتَيْ عشْرةَ سنةً)، حديثٌ ضعيفٌ جداً ومنكرٌ ولا يُستدلّ به على جواز التطوّع بعددٍ محددٍ من الركعات بين المغرب والعشاء، فالحديث الضعيف جداً والمنكر لا يُستدلّ به حتى على فضائل الأعمال، وذلك لا يعني عدم استحباب التطوّع والتنفّل دون تحديد عدد ركعاتٍ بل يجوز -كما تم بيانه سابقاً-.[٥]

المراجع

  1. "صلاة الغفلة: تسميتها والأحاديث الواردة فيها"، إسلام ويب، 13/7/2010، اطّلع عليه بتاريخ 5/10/2021. بتصرّف.
  2. محمد صالح المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 2107. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:2/223، صحيح.
  4. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن قتادة بن دعامة، الصفحة أو الرقم:589، صحيح.
  5. ^ أ ب محمد صالح المنجد (30/11/2014)، "درجة حديث صلاة ست ركعات بعد المغرب والمقارنة بين أحكام السيوطي والألباني على الأحاديث"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 5/10/2021. بتصرّف.