للدعاء مكانةٌ ومرتبةٌ عظيمة عند الله تعالى، فهو سبيلٌ من سُبلِ نجاة المسلم من الكدر والشقاء، وطريقٌ للوصول إلى نعيم الجنان، وقد وعد الله -سبحانه- باستجابة دعاء من سأله واستغاث به بقلبٍ صادقٍ، فإن لم يعجّل له الاستجابة في الدنيا؛ فَله عظيم الخير والمثوبة في الآخرة.[١]


مشروعية الدعاء بعد الصلاة

الدعاء بعد الصلاة جائزٌ ومشروعٌ، ولكنَّ الأفضل أن يكون الدعاء بعد التشهّد وقبل السلام من الصلاة لا بعده،[٢] فلم يثبت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يدعو الله -سبحانه- بعد الصلاة، بل كان حريصاً على الاستغفار ثلاثاً، ومن ثمّ قراءة الأذكار، ثمّ أداء السنة البعديّة إن وُجدت،[٣] وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم إلى القول بأنّ الدعاء قبل السلام من الصلاة وبعد التشهّد أفضل من الدعاء بعد الصلاة.[٤]


أذكار وأدعية ما بعد الصلاة

من الأذكار والأدعية التي كان يحرصُ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على ترديدها بعد الصلاة:[٥]

  • الاستغفار ثلاث مراتٍ، ثمّ الدعاء بقول: (اللهمَّ أنتَ السلامُ، ومنكَ السلامُ، تبارَكْتَ يا ذا الجلالُ والإكرامُ).[٦]
  • (اللَّهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ).[٧]
  • (رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَومَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ).[٨]
  • (اللَّهُمَّ إنِّي أسألُك عِلمًا نافِعًا، وعَمَلًا مُتقَبَّلًا، ورِزقًا طَيِّبًا).[٩]
  • (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الجُبْنِ، وأَعُوذُ بكَ مِنَ البُخْلِ، وأَعُوذُ بكَ مِن أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَلِ العُمُرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وعَذَابِ القَبْرِ).[١٠]
  • سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرةً، ثمّ قول: (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ).[١١]
  • قراءة آية الكرسي، استدلالاً بما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَنْ قرأَ آيةً الكُرسِيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ، لمْ يمنعْهُ من دُخُولِ الجنةَ إلَّا أنْ يمُوتَ).[١٢]


من مواضع وأوقات استجابة الدعاء

وقت السحر

فإنَّ الله -سبحانه وتعالى- يَمُنُّ على عباده وقت السَّحر ويقضي حوائجهم، فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له).[١٣][٤]


بين الأذان والإقامة

ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا يُرَدُ الدُّعاءُ بين الأذانِ والإقامةِ).[١٤][٤]


عند السجود

قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[١٥][٤]


عند رفع الأذان

قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ثِنتانِ لا تُردَّانِ أو قلَّما تردَّانِ: الدُّعاءُ عندَ النِّداءِ...).[١٦][٤]


ساعة يوم الجمعة

أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا).[١٧][٤]

المراجع

  1. أبو حاتم سعيد القاضي (31/12/2018)، "الدعاء يصنع العجائب"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 5/10/2021. بتصرّف.
  2. سماحة الشيخ الامام ابن باز رحمه الله، "حكم الدعاء دبر الصلوات المكتوبات"، موقع سماحة الشيخ الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 5/10/2021. بتصرّف.
  3. خالد بن سعود البليهد، "وقت ذكر أذكار الصلوات"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 5/10/2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح الشيخ محمد صالح المنجد (23/7/2004)، "أماكن وأوقات إجابة الدعاء"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 5/10/2021. بتصرّف.
  5. د.محمد رفيق مؤمن الشوبكي (30/1/2016)، بعد الصلاة/ "الأذكار التي تقال بعد الصلاة المفروضة"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 5/10/2021. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:591، صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:1522، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:709، صحيح.
  9. رواه ابن حجر العسقلاني ، في الفتوحات الربانية، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3/70، حسن لشاهده.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:6374، صحيح.
  11. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:597، صحيح.
  12. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:6464، صحيح.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7494، صحيح.
  14. رواه الترمذي، في مختصر الأحكام، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2/37 ، حسن.
  15. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:482، صحيح.
  16. رواه الألباني، في الكلم الطيب، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:76، حسن صحيح.
  17. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:935، صحيح.