صلاة الاستخارة
تُعرّف الاستخارة في اللغة بأنّها: طلب وسؤال الخيرة في الأمر، وتُعرّف في الشرع بأنّها: الطلب والسؤال من الله -تعالى- أن يصرف الهمّة والإرادة إلى الأولى وإلى ما اختاره -عزّ وجّل-، وإمّا أن تكون الاستخارة بالدعاء، أو الصلاة، أو بكليهما.[١]
دعاء صلاة الاستخارة
يُردّد دعاء الاستخارة بقول: "اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لِي، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي به".[٢][٣]
موضع دعاء صلاة الاستخارة
يُردّد دعاء صلاة الاستخارة إمّا قبل التسليم من ركعتي الاستخارة أو بعده على خلافٍ بين العلماء، وبيان ما ذهبوا إليه آتياً:
- الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة: قالوا إنّ دعاء الاستخارة يُردّد بعد التسليم من ركعتي الاستخارة، استدلالاً بقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: "فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ...".[٤][٥]
- شيخ الإسلام ابن تيمية: قال بجواز ترديد دعاء الاستخارة قبل التسليم من ركعتي الاستخارة أو بعده، إلّا أنّ الأفضل ترديده قبل السلام، فقد قال -رحمه الله-: "يجوز الدعاء في صلاة الاستخارة وغيرها قبل السلام وبعده والدعاء قبل السلام أفضل؛ لأنّه قبل السلام لم ينصرف، وهو أكثر دعاء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم".[٦]
الاستخارة بالدعاء فقط دون صلاةٍ
تجوز الاستخارة بالدعاء وحده دون صلاة ركعتين بنية الاستخارة، سواءً كان الدعاء بدعاء الاستخارة -سابق الذكر- أم بغيره من الأدعية، وخاصّةً إن كانت الاستخارة في أوقات المنع من الصلاة؛ كالحيض، والنفاس، فالدعاء مشروعٌ في كلّ وقتٍ وحينٍ وبأيّ حالٍ، إلّا أنّ الافضل الاستخارة بالصلاة والدعاء معاً، عملاً بما ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من تعليمه الاستخارة لأصحابه -رضي الله عنهم-.[٧]
دلالات ألفاظ دعاء صلاة الاستخارة
يدلّ دعاء الاستخارة على العديد من العلامات والدلالات التربوية والإيمانينة، فيما يأتي بيان البعض منها:[٨]
- الإشارة إلى ضعف العبد وقلّة علمه واعتماده على نفسه، وعدم مِلكه أي نفعٍ أو ضرٍّ لنفسه، أي أنّ العبد في لجوئه إلى ربّه يكون في غاية الضعف والذل والخضوع إليه.
- تربية النّفس على التوكّل على الله -سبحانه-، بتفويض الأمور إليه وحده بدعاء وسؤال الخيرة منه.
- تعظيم الله -عزّ وجلّ- في النفوس والقلوب، بإسناد القدرة والعلم إليه -سبحانه-، ممّا ينعكس إيجاباً على العبد.
- إثبات صفات الله -تعالى-، ومنها: العلم والقدرة، فعلمه محيطٌ بكلّ شيءٍ، وهو القادر على كلّ شيءٍ.
- تعلّق العبد بربّه، فالعبد لا غنى له عن ربّه بطرفة عينٍ.
المراجع
- ↑ محمد صالح المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 2167. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:6382، صحيح.
- ↑ سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 64. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:6382، صحيح.
- ↑ محمد صالح المنجد (20/4/2011)، "متى يكون الدعاء في صلاة الاستخارة"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2021. بتصرّف.
- ↑ "حكم ذكر دعاء الاستخارة قبل السلام وبعده"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2021. بتصرّف.
- ↑ "الاستخارة في الأمور كلها وحكمها بغير صلاة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2021.
- ↑ عقيل بن سالم الشهري، صلاة الاستخارة مسائل فقهية وفوائد تربوية، صفحة 46-49. بتصرّف.