تعريف الاستخارة

بيان تعريف الاستخارة لغةً وشرعاً آتياً:[١]

  • الاستخارة لغةً: أن يطلبَ الإنسان الخيرة في أمرٍ ما.
  • الاستخارة شرعاً: طلب التوفيق إلى الخير من الله -تعالى- في أمرٍ ما، بالتقرّب منه بالصلاة والدعاء، والاستخارة للزواج هي: طلب تيسير أمر الزواج من الله -تعالى- إن كان فيه خيراً.


كيفية صلاة الاستخارة للزواج

تؤدّى صلاة الاستخارة للزواج ركعتَين لوحدهما من غير الفرائض، وتجوز القراءة فيهما بما تيسّر من آيات القرآن بعد سورة الفاتحة، إلّا أنّه يُسنُّ للمستخير أن يقرأ في الركعة الأولى بعد سورة الفاتحة سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية سورة الإخلاص، ثمّ يردّد دعاء الاستخارة الثابت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعد التشهّد الأخير وقبل السلام من الصلاة قائلاً: (اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي به)،[٢] ثمّ يسلّم عن يمينه وشماله، ويجوز أيضاً ترديد الدعاء بعد السلام من الصلاة، إلّا أنّ الأفضل ترديده قبل السلام؛ إذ كان أكثر دعاء النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قبل السلام وليس بعده.[٣][٤][٥]


وقت صلاة الاستخارة

اتّفق العلماء على أنّ صلاة الاستخارة تؤدّى في أي وقتٍ إلّا في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها، وهي: من بعد صلاة الفجر إلى ما بعد طلوع الشمس بربع ساعةٍ تقريباً، ومن قبل أذان الظهر بربع ساعةٍ إلى رفع الأذان، ومن بعد صلاة العصر إلى رفع أذان المغرب، إلّا أنّهم اختلفوا في حكم أدائها في الأوقات عن الصلاة المنهي فيها، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[٦][٧]

  • جمهور العلماء من المالكيّة والحنفيّة والحنابلة: قالوا بعدم جواز أداء صلاة الاستخارة في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها.
  • الشافعيّة: قالوا بجواز أداء صلاة الاستخارة في أي وقتٍ وفي الأوقات المنهي عن الصلاة فيها؛ لأنّها صلاةُ ذات سببٍ فتؤدّى في أيّ وقتٍ.


نتيجة صلاة الاستخارة

تنحصر نتيجة صلاة الاستخارة بتوفيق الله -تعالى- عبده للأمر الذي استخاره فيه إن كان خيراً أو صرفه عنه إن كان شرّاً، بعد الأخذ بالأسباب والتوكّل على الله وطلب التوفيق منه، أي أنّ على العبد استخارة الله ثمّ المضيّ والسعي في الأمر الذي يريده فإن كان خيراً وفقّه الله إليه وإن كان شرّاً صرفه عنه، وتجدر الإشارة إلى أنّ المنامات لا علاقة بنتيجة الاستخارة، أو الميل إلى أمرٍ ما.[٨]


مسائل متعلقةٌ بصلاة الاستخارة

تكرار صلاة الاستخارة

ورد قولَين في سألة تكرار صلاة الاستخارة بيانهما آتياً:

  • القول الأول: جواز تكرار صلاة الاستخارة، استدلالاً بجواز الإلحاح على الله -سبحانه- بالدعاء، استدلالاً بما أخرجه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (كانَ إذَا دَعَا دَعَا ثَلَاثًا، وإذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلَاثًا).[٩][١]
  • القول الثاني: عدم جواز تكرار صلاة الاستخارة، لأنّ المطلوب أداء صلاة الاستخارة ثمّ المضيّ في الأمر فييسّره الله إن كان فيه خيراً، فلا حاجة للتكرار.[١٠]


هل تصح النيابة في صلاة الاستخارة؟

لا يصحّ أن يستخير أحدٌ عن أحدٍ، فمَن يريد أمراً ما يستخير بنفسه، فقد أجمع العلماء على أنّ الصلاة لا تدخلها النيابة، قال ابن عبد البر -رحمه الله-: (أمّا الصلاة فإجماع من العلماء أنّه لا يُصلّي أحدٌ عن أحدٍ فرضاً عليه من الصلاة، ولا سُنة، ولا تطوعاً لا عن حي ولا عن ميتٍ، وكذلك الصيام عن الحي لا يجزئ صوم أحدٍ في حياته عن أحدٍ، وهذا كُله إجماعٌ لا خلاف فيه).[١١]

المراجع

  1. ^ أ ب الدرر السنية، "المَطلَبُ الثَّالث: صلاةُ الاستخارةِ"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 8/10/2021. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:6382، صحيح.
  3. عمر عبد الكافي، كتاب مقتطفات من السيرة، صفحة 34. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 197. بتصرّف.
  5. محمد صالح المنجد (22/5/2002)، "إسلام وسؤال وجواب"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 3/11/2021. بتصرّف.
  6. "الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها والحكمة من ذلك"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 3/11/2021. بتصرّف.
  7. محمود خطاب السبكي، كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق، صفحة 241. بتصرّف.
  8. إسلام أون لاين، "الاستخارة الكيفية والعلامات"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 8/10/2021. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1794، صحيح.
  10. عقيل بن سالم الشهري، صلاة الاستخارة مسائل فقهية وفوائد تربوية، صفحة 26. بتصرّف.
  11. عقيل بن سالم الشهري، كتاب صلاة الاستخارة مسائل فقهية وفوائد تربوية، صفحة 30. بتصرّف.