تعريف صلاة الاستخارة
الاستخارة في اللغة هي: طلب الخير والبر في الأمور، أمّا اصطلاحاً فهي: طلب المسلم من الله -عزّ وجلّ- أن يصرف همّته للأمور التي يتحقّق فيه الخير والبرّ، بأداء الصلاة ثمّ الدعاء بكيفيةٍ مخصوصةٍ محدّدةٍ.[١]
وقت صلاة الاستخارة
أجمع العلماء على جواز أداء صلاة الاستخارة في جميع الأوقات، وأجمعوا أيضاً على عدم جوازها في الأوقات التي تُكره فيها الصلاة، واستثنوا الشافعية جوازها في أوقات النّهي إن كانت في الحرم المكّي فقط، قياساً على أداء ركعتَي الطواف، وقد استدلّوا بحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الذي قال فيه: (يا بَني عَبدِ مَنافٍ ، لا تمنَعوا أحدًا طافَ بِهَذا البيتِ، وصلَّى أيَّةَ ساعةٍ شاءَ مِن ليلٍ أو نَهارٍ)،[٢][٣] والأوقات المنهي عن الصلاة فيها هي: من بعد صلاة الفجر إلى ما بعد طلوع وشروق الشمس بربع ساعةٍ تقريباً، ومن قبل رفع أذان الظُّهر بعشر دقائق تقريباً، ومن بعد أداء صلاة العصر إلى رفع أذان صلاة المغرب.[٤]
حكم صلاة الاستخارة
أجمع العلماء على أنّ صلاة الاستخارة سنةٌ،[٥] استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ).[٦][٧]
دعاء صلاة الاستخارة
يُردّد الدعاء في صلاة الاستخارة بقول: "اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي".[٦][٧]
كيفية الاستخارة
تُؤدّى الاستخارة بعدّة طرقٍ بيانها آتياً:[٨]
- الطريقة الأولى: أداء ركعَتَين بنيّة الاستخارة، ثمّ ترديد الدعاء بعد السلام منهما، وقد أجمع العلماء على هذه الطريقة.
- الطريقة الثانية: وهي الطريقة التي قال بها: الحنفية، والمالكية، والشافعية، وتكون بالدعاء فقط عند تعذّر أداء صلاة الاستخارة.
- الطريقة الثالثة: وهي الطريقة التي قال بجوازها المالكية والشافعية، وتكون بترديد دعاء الاستخارة بعد أي صلاةٍ.
القراءة في صلاة الاستخارة
اختلف العلماء فيما يُقرأ في صلاة الاستخارة، وذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقوالٍ بيانها آتياً:[٩]
- المالكية والحنفية والشافعية: قالوا باستحباب قراءة سورة الكافرون بعد سورة الفاتحة في الركعة الأولى، وسورة الإخلاص في الركعة الثانية.
- الحنابلة: قالوا بعدم تخصيص صلاة الاستخارة بقراءة سورٍ وآياتٍ معينةٍ.
- بعض السلف: قالوا إنّ المصلّي يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة بقوله -تعالى-: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّـهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ*وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ*وَهُوَ اللَّـهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)،[١٠] ويقرأ في الركعة الثانية بقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا).[١١]
المراجع
- ↑ "الاستخارة معناها، وكيفيتها"، اسلام ويب، 18-11-2002، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الفقهية الكويتية ****/ كيفيّة صلاة الاستخارة/i232&d133292&c&p1 الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 24. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن جبير بن مطعم ، الصفحة أو الرقم:868، حسن صحيح.
- ↑ محمد بن صالح العثيمين (18/11/2007)، "ما هي الأوقات التي تُكره فيها الصلاة، وما سبب كراهة الصلاة فيها؟"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2021. بتصرّف.
- ↑ "حكم الاستخارة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:1162 ، صحيح.
- ^ أ ب عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 304. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الفقهية الكويتية ****/ كيفيّة صلاة الاستخارة/i232&d133292&c&p1 الموسعة الفقهية الكويتية، صفحة 24. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 245. بتصرّف.
- ↑ سورة القصص، آية:68-70
- ↑ سورة الأحزاب، آية:36