يقصد بالغسل من الجنابة غسل الطهارة بعد الجماع، ويكون بتعميم الماء على سائر الجسد بما في ذلك شعر الرأس، وقد ورد في ذلك حديث عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها (قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي امْرَأَةٌ أشُدُّ ضَفْرَ رَأْسِي، فأنْقُضُهُ لِغُسْلِ الجَنَابَةِ؟ قالَ: لَا. إنَّما يَكْفِيكِ أنْ تَحْثِي علَى رَأْسِكِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ، ثُمَّ تُفِيضِينَ عَلَيْكِ المَاءَ فَتَطْهُرِينَ. وفي رواية: فأنْقُضُهُ لِلْحَيْضَةِ والْجَنَابَةِ، فَقالَ: لَا. وفي رواية: وقالَ: أفَأَحُلُّهُ فأغْسِلُهُ مِنَ الجَنَابَةِ، ولَمْ يَذْكُرِ الحَيْضَةَ.)[١] وهنا وجب التنويه إلى أن الحديث جاء في الغسل من الجنابة، وليس للغسل من الحيض أو النفاس، وقد بين الحديث أنه لا بد للمرأة أن تصب على رأسها ملء كفيها من الماء ثلاث مرات، ثم تعمم الماء على سائر جسدها، وللتعرف على كيفية الغسل بالتفصيل سنستكمل هذا المقال لتوضيح ذلك.[٢]


كيفية الغسل من الجنابة للمرأة

لا فرق بين غسل المرأة والرجل من الجنابة إلا فيما ذكر في المقدمة، إذ يكفي المرأة أن تصب على شعرها الماء ثلاث مرات، وإن كان شعرها فيه ضفائر فلها أن لا تزيل الضفائر، وتاليًا تفصيلاً لطريقة غسل الجنابة:[٣]


صفة غسل الجنابة الكامل للنساء

هذه الصفة التي فيها اتباع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:

  • النية وموضعها القلب، ولا ينطق بها، وتكون النية بالاغتسال للطهارة.
  • غسل اليدين ثلاث مرات، ثم صب الماء باليد اليمنى على اليسرى، وغسل الفرج من الأذى، وإن كان الماء من الصنبور أو الدوش، فيغسل الفرج باليد اليسرى.
  • الوضوء كالوضوء للصلاة.
  • صب الماء على الرأس ثلاث مرات بحيث يصل الماء إلى أصل الشعر، وفي كل مرة يكون مقدار الماء بما تحمله الكفين.
  • غسل سائر الجسد بالماء بحيث يصل الماء إلى جميع الجسد، ومن السنة أن يبدأ المرء بشقه الأيمن ثم الأيسر.
  • في حديث عن أم المؤمنين ميمونة بن الحارث، أن رسول الله كان إذا فرغ غسل رجليه بمكان غير مكان غُسله. (هنا نص الحديث)


صفة غسل الجنابة المجزئ للنساء

في صفة الغسل هذه تحدث الطهارة من الجنابة، إلا أنها ليس فيها اتباع لسنة رسول الله، ويكون الغسل من خلال تعميم الماء على سائر الجسد بما في ذلك الشعر والمضمضة والاستنشاق، ويسبق ذلك النية التي موضعها القلب في الاغتسال للطهارة.[٤]


كيفية الاغتسال من الجنابة للنساء مع وجود جبيرة

إن للاغتسال من الجنابة سواء للمرأة أو الرجل بوجود جبيرة أو ضماد طريقتين بحسب حالة المريض، ففي الحالة الأولى يكون المريض قادراً على مسح الجبيرة أو الضماد بالماء، ولا خوف من الأذى في حال وصول الماء للجرح أو موضع العلة، فيغتسل المريض كما هو موضح سابقًا باستثناء العضو الذي تغطيه الجبيرة أو الضماد، وعندما يفرغ من الغسل يمسحه فقط.


أما الحالة الثانية فهي عدم القدرة على مسح الجبيرة أو الضماد لوجود تخوف من مضاعفات بسبب وصول الماء، فعندها يغتسل المريض كما هو موضح سابقًا مراعيًا عدم وصول الماء لموضع الجبيرة أو الضماد، ثم إذا فرغ، يجفف يديه، ويتيمم بنية التيمم عن موضع الجبيرة فقط والله أعلم.[٥]


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:330، صحيح.
  2. "ما كيفية الغُسل من الجنابة للنساء"، الإمام بن باز، اطّلع عليه بتاريخ 1/11/2023. بتصرّف.
  3. "كيفية الغسل من الجنابة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 1/11/2023. بتصرّف.
  4. "صفة الغسل المجزئ والكامل"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 1/11/2023. بتصرّف.
  5. ويتحرى، ويمسح على اللفافة. "كيف يتطهر الجنب المصاب بجرح يتأثر بالماء؟"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 1/11/2023. بتصرّف.