يتخذ الغُسل من الجنابة صفتين، الأولى هي الغسل المجزئ والثانية هي الغسل الكامل، وفي كلتا الصفتين لا بد من تعميم الماء على كامل الجسد بما في ذلك شعر الرأس، مع المضمضة والاستنشاق، وعليه فلا يوجد غسل من الجنابة من دون استحمام إذا كان المقصود بالاستحمام تعميم الماء على الجسد، أما إذا كان المقصود بالاستحمام هو استخدام مستحضرات التنظيف وغيرها، فهي ليست شرطاً لصحة الاغتسال، وليست واردة فيه أصلًا، أما من كان يقصد الاغتسال دون استخدام الماء، فذلك هو التيمم للجنابة، وهو ذاته التيمم للصلاة، ولكن لا بد من تحقيق شروط جواز التيمم، وهو عدم وجود الماء أو عدم إمكانية الوصول له، أو عدم القدرة على استخدامه لمرض أو علة، والله أعلم، وخلال هذا المقال سنوضح كل من صفة الغسل المجزئ والغسل الكامل، بالإضافة إلى طريقة التيمم للجنابة.[١][٢]


صفة الاغتسال من الجنابة للرجل والمرأة

كما وضحنا في المقدمة، فإن للغسل من الجنابة صفتين، وفيما يلي توضيح لكل منهما:


صفة الاغتسال المجزئ من الجنابة

يغتسل المسلم والمسلمة من الحدث الأكبر إما بسبب الجنابة أو الحيض أو النفاس، والصفة المجزئة للاغتسال بأن ينوي للغسل، ومحل النية في القلب ولا لفظ فيها، ثم يعمم المسلم الماء على جميع جسده بعد أن يزيل أذى الجنابة عن الفرج، وكذلك لا بد من المضمضة والاستنشاق في هذه الصفة، ولكنه في هذه الحالة يكون قد أضاع على نفسه موافقة السنة.[٣][١]


صفة الاغتسال الكامل من الجنابة

تمثل هذه الصفة الكيفية التي كان يغتسل فيها رسول الله من الجنابة، وتاليًا تفصل خطواتها:[٣][١]

  • النية ومكانها القلب.
  • غسل اليدين ثلاث مرات، ثم غسل الفرج من الأذى باليد اليسرى.
  • الوضوء الكامل كما هو الوضوء للصلاة.
  • صب الماء على الرأس ثلاث مرات، حتى يصل الماء إلى أصول (جذور) الشعر.
  • غسل الشق الأيمن من الجسم مع التدليك للتأكد من تعميم الماء، ثم غسل الشق الأيسر بنفس الطريقة.
  • لا حرج من استخدام المنظفات خلال الغسل، وذلك لكونه أفضل في النظافة.


في ما يلي نصوص الأحاديث الواردة في غسل الجنابة:

  • أنَّ رسولَ اللَّهِ كانَ إذا اغتسلَ منَ الجنابةِ وضعَ لَه الإناءُ، فيصبُّ علَى يدَيهِ قبلَ أن يُدخلَهما الإناءَ حتَّى إذا غسلَ يدَيهِ أدخلَ يدَه اليُمنَى في الإناءِ، ثمَّ صبَّ باليُمنَى، وغسلَ فرجَه باليُسرَى حتَّى إذا فرغَ صبَّ باليُمنَى علَى اليُسرَى، فغسلَهما ثمَّ تمضمضَ واستَنشقَ ثلاثًا، ثمَّ يصبُّ علَى رأسِه ملءَ كفَّيهِ ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ يفيضُ علَى جسدِه.[٤]
  • أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ كما يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يُدْخِلُ أصَابِعَهُ في المَاءِ، فيُخَلِّلُ بهَا أُصُولَ شَعَرِهِ، ثُمَّ يَصُبُّ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ غُرَفٍ بيَدَيْهِ، ثُمَّ يُفِيضُ المَاءَ علَى جِلْدِهِ كُلِّهِ.[٥]


كيفية التيمم من الجنابة

يجوز للمسلم والمسلمة التيمم بغرض الطهارة من الجنابة أو الحيض أو النفاس، وذلك في حال عدم وجود الماء، أو عدم التمكن من الوصول للماء أو استخدامه لسبب شرعي، مثل المرض، ويكون التيمم للتطهر من الجنابة بنفس طريق التيمم للصلاة، وهي بضرب اليدين مرة واحدة على التراب الطاهر، ثم مسح عموم الوجه بباطن أصابع اليدين، ثم مسح باطن وظاهر اليدين ببعضهما البعض، وذلك استنادًا لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ، أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ، فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [المائدة: آية 6] ، بحسب ما فسره العلماء، فإن الصعيد الطيب كل ما كان على وجه الأرض وهو من جنسها وطاهر، ويذهب بعض العلماء إلى لزوم أن يكون ترابًا.


كيفية الغسل من الجنابة مع الجبيرة أو الضماد

إن كان المسلم الذي يريد أن يغتسل من الجنابة مصاباً، ويضع جبيرة أو ضماداً، فهناك حالتان للغسل؛ الأولى بأن يكون قادراً على المسح بالماء على الجبيرة أو الضماد، وهنا يقوم بالغسل لبقية أعضاء الجسم دون الجزء المصاب، ثم يمسح عليه بعد أن يفرغ من الغسل، والحالة الثانية هي عدم التمكن من مسح الجبيرة أو الضماد للخوف من تفاقم الإصابة بسبب الماء، وهنا يغسل المسلم أعضاء جسمه باستثناء الجزء المصاب، وبعد أن يفرغ يجفف يديه، ويتيمم التيمم المعروف بالنية عن العضو المصاب، والله أعلم.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "صفة الغسل المجزئ والكامل"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 30/10/2023. بتصرّف.
  2. لم يجد الماء؛ يمسح,إنما يكفيك أن تضرب بيديك "كيفية التيمم عن الجنابة"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 30/10/2023. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "كيفية غُسل النبي صلى الله عليه وسلم"، دار الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 30/10/2023. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:243، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:248، صحيح.
  6. "كيف يتطهر الجنب المصاب بجرح يتأثر بالماء؟"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 30/10/2023. بتصرّف.