السجود

يُراد بالسجود في اللغة: الخضوع والتطامن والتذلّل، أمّا في الشَّرع فهو: وضع أعضاءٍ مخصوصةٍ محددةٍ على الأرض بكيفيةٍ محددةٍ،[١] وقد شُرعت عدّة أنواع من السجود في الإسلام بيانها في المقال.


ما أنواع السجود؟

يتفرّع السجود المشروع في الإسلام إلى أربعة أنواعٍ، وهي: السجود في الصلاة، وسجود الشُكر، وسجود التلاوة، وسجود السهو، وتفصيل كلٍّ منها في المقال.[٢]


سجود الصلاة

السجود في الصلاة فرضٌ وركنٌ من أركانها، ويؤدّى مرّتين في كلّ ركعةٍ، كما ثبت في القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع العلماء، فمن القرآن قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)،[٣] ومن السنة النبوية ما ثبت في الصحيح أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (أُمِرْتُ أنْ أسْجُدَ علَى سَبْعَةِ أعْظُمٍ).[٤][٥]


سجود السهو

سجود السهو هو السجود الذي يؤدّى قبل أو بعد السلام من الصلاة إمّا بسبب الزيادة في الصلاة؛ كزيادة ركوعٍ، أو سجودٍ، أو قيامٍ، أو جلوسٍ، أو بسبب النقص في الصلاة؛ كترك واجبٍ من واجبات الصلاة؛ كالتشهّد الأول، أو بسبب الشكّ في الصلاة؛ كالشكّ في عدد الركعات التي أدّاها المصلّي،[٦] ويؤدّى كسجود الصلاة؛ أي بالسجود مرّتين،[٧] وقد اختلف العلماء في حكمه وذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقوالٍ بيانها آتياً:[٨]

  • الحنفية والحنابلة: قالوا إنّ سجود السهو واجبٌ، استدلالاً بأمر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- به عند وجود سببه في عدّة أحاديث صحيحةٍ، منها قوله: (إنَّما أنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أنْسَى كما تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيَ أحَدُكُمْ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ).[٩]
  • المالكية والشافعية: قالوا إنّه سنةٌ وليس واجباً.


سجود الشكر

سجود الشكر هو: السجود الذي يؤدّى بسبب حدوث نعمةٍ وخيرٍ وبرٍّ، أو اندفاع نقمةٍ وضررٍ ومصيبةٍ،[١٠] ويؤدّى بالسجود مرةً واحدةً،[١١] وقد اختلف العلما في حكمه، وذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقوالٍ بيانها آتياً:[١٢]

  • المالكية والحنفية: قالوا إنّه مكروهٌ.
  • الشافعية والحنابلة: قالوا إنّه سنةٌ استدلالاً بفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، إذ ورد أنّه كان يؤديه عند تحقّق سببٍ من أسبابه.


سجود التلاوة

سجود التلاوة هو: السجود الذي يؤدّى بسبب سماع أو تلاوة آيةٍ من آيات السجود في القرآن الكريم،[١] ويؤدّى سجدةً واحدةً، سواءً في الصلاة أم خارجها،[١٣] وقد فصّل العلماء في حكمه وبيان ما ذهبوا إليه آتياً:[١٤]

  • الحنفية والمالكية: قالوا إنّه واجبٌ، استدلالاً بما ثبت في الصحيح أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إذا قَرَأَ ابنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطانُ يَبْكِي، يقولُ: يا ويْلَهُ، وفي رِوايَةِ أبِي كُرَيْبٍ: يا ويْلِي، أُمِرَ ابنُ آدَمَ بالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الجَنَّةُ، وأُمِرْتُ بالسُّجُودِ فأبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ).[١٥]
  • الشافعية والحنابلة: قالوا إنّه سنةٌ مؤكدةٌ، استدلالاً بما ثبت في الصحيح عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَأُ عَلَيْنَا السُّورَةَ، فِيهَا السَّجْدَةُ فَيَسْجُدُ ونَسْجُدُ).[١٦]


المراجع

  1. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 212. بتصرّف.
  2. الفقه الإسلامي/13- أقسام السجود:/i582&d918256&c&p1 " أقسام السجود:"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 19/3/2021. بتصرّف.
  3. سورة الحج، آية:77
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:490، صحيح.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 202. بتصرّف.
  6. مصطفى بن سعد بن عبده السيوطي شهرة، الرحيبانى مولدا ثم الدمشقي الحنبلي، مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى، صفحة 507-508. بتصرّف.
  7. الفقه الإسلامي/13- أقسام السجود:/i582&d918256&c&p1 "سجود السهو"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 20/3/2021. بتصرّف.
  8. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 338-339. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:572، صحيح.
  10. [حسين العوايشة، [https://al-maktaba.org/book/31910/627#p1 الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة]، صفحة 189. بتصرّف.
  11. الفقه الإسلامي/13- أقسام السجود:/i582&d918256&c&p1 "سجود الشكر:"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 20/3/2021. بتصرّف.
  12. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 247. بتصرّف.
  13. الفقه الإسلامي/13- أقسام السجود:/i582&d918256&c&p1 "سجود التلاوة:"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 20/3/2021. بتصرّف.
  14. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 212-214. بتصرّف.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:81، صحيح.
  16. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1075، صحيح.