السجود

السجود في اللغة يعني: الخضوع، والمَيْل، والتذلّل، والتطامن، وخفض الرأس، أمّا السجود في الشَّرع فهو: وضع أعضاءٍ مخصوصةٍ على الأرض بكيفيةٍ مخصوصةٍ تعبّداً لله -سبحانه-.[١]


ما الفرق بين سجود السهو والتلاوة والشكر؟

من حيث المعنى

بيان معنى كلٍّ من سجود السهو والتلاوة والشكر آتياً:

  • سجود السهو: هو السجود الذي يؤدّى قبل أو بعد السلام من الصلاة؛ لجبر خللٍ وقع فيها، كزيادة قولٍ أو فعلٍ فيها، أو نقص أحدهما منهما، أو الشكّ في عدد ركعات الصلاة.[٢]
  • سجود الشكر: هو السجود الذي يؤدّى لحصول نعمةٍ ما، أو اندفاع نقمةٍ أو مصيبةٍ أو شرٍّ.[٣]
  • سجود التلاوة: هو السجود الذي يؤدّى بسبب تلاوة أو سماع آيةٍ من القرآن الكريم ورد فيها لفظ السجود.[٤]


من حيث الحكم

بيّن العلماء حكم كلٍّ من سجود السهو والتلاوة والشكر وبيان آرائهم فيما يأتي:

  • حكم سجود السهو: اختلف العلماء في حكم سجود السهو وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[٥]
  • الحنفية والحنابلة: قالوا إنّ سجود السهو واجبٌ، استدلالاً بما ثبت عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّما أنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أنْسَى كما تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيَ أحَدُكُمْ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ)،[٦] فصيغة الأمر في الحديث السابق تدلّ على الوجوب.
  • المالكية والشافعية: قالوا إنّ سجود السهو سنةٌ.
  • حكم سجود التلاوة: اتّفق العلماء على مشروعيّة سجود التلاوة إلّا أنّهم اختلفوا في حكمه، وذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقوالٍ بيانها آتياً:[٧]
  • الحنفية: قالوا إنّه واجبٌ، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إذا قَرَأَ ابنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطانُ يَبْكِي، يقولُ: يا ويْلَهُ، وفي رِوايَةِ أبِي كُرَيْبٍ: يا ويْلِي، أُمِرَ ابنُ آدَمَ بالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الجَنَّةُ، وأُمِرْتُ بالسُّجُودِ فأبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ).[٨]
  • المالكية والشافعية والحنابلة: قالوا إنّ سجود التلاوة سنةٌ مؤكّدة، وقد استدلّوا بما أخرجه البخاري عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَأُ عَلَيْنَا السُّورَةَ، فِيهَا السَّجْدَةُ فَيَسْجُدُ ونَسْجُدُ، حتَّى ما يَجِدُ أحَدُنَا مَوْضِعَ جَبْهَتِهِ)،[٩] واحتجّوا على عدم وجوب سجود التلاوة بما أخرجه البخاري أيضاً عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه-: (قَرَأْتُ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والنَّجْمِ فَلَمْ يَسْجُدْ فِيهَا).[١٠]
  • حكم سجود الشكر: اختلف العلماء في حكمه وتفصيل خلافهم آتياً:[١١]
  • الحنفية والمالكية: قالوا إنّ سجود الشكر مكروهٌ.
  • الشافعية والحنابلة: قالوا إنّه سنةٌ، احتجاجاً بأنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يؤدّيه.


من حيث الكيفية

يُفرّق بين سجود السهو والتلاوة والشكر من حيث الكيفية، وبيان ذلك آتياً:

  • سجود السهو: يؤدّى بالسجود مرّتين كسجود الصلاة، بالتكبير عند النزول للسجود وعند الرفع منه، ويشترط فيه ما يشترط للصلاة من الطهارة واستقبال القبلة وستر العورة.[١٢]
  • سجود التلاوة: يؤدّى بالسجود مرةً واحدةً،[١٣] وقد اختلف العلماء في اشتراط الطهارة واستقبال القبلة والستر العورة فيه؛ فذهب كلٌّ من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة إلى اشتراطها، وخالفهم ابن تيمية ولم يشترط أيّ منها.[١٤]
  • سجود الشكر: يؤدّى سجدةً واحدةً،[١٥] وقد اختلف العلماء في اشتراط الطهارة واستقبال القبلة والستر العورة فيه ولا يختلف عن خلافهم في اشتراطها لسجود التلاوة سابق الذكر.[١٤]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 201. بتصرّف.
  2. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 338. بتصرّف.
  3. ابن أبي تغلب، نيل المارب بشرح دليل الطالب، صفحة 167-166. بتصرّف.
  4. صالح اللاحم، سجود التلاوة وأحكامه، صفحة 17. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 234-235. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:572، صحيح.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 212-214. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:81، صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:1075، صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم:1073، صحيح.
  11. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 247-. بتصرّف.
  12. مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 71. بتصرّف.
  13. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 221. بتصرّف.
  14. ^ أ ب ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 111. بتصرّف.
  15. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 248-249. بتصرّف.