السجود ركنٌ من أركان الصلاة

السجود ركنٌ من أركان الصلاة، ويُراد بالركن في اللغة: الجانب الأقوى من الشيء، الذي لا يقوم ولا يتحقّق إلّا به، أمّا في الاصطلاح الشرعيّ فالركن هو: حقيقة الشيء الذي يتركّب منه، ويكون جزءاً منه بحيث لا يقوم إلّا به، وأركان الصلاة هي: الأقوال والأفعال التي لا تسقط عن المصلّي بأيّ حالٍ، سواءً عمداً أو سهواً أو نسياناً، والسجود ركنٌ من أركان الصلاة، ويؤدّى على سبعة أعضاءٍ؛ هي: الجَبين مع الأنف، والرُكبتَين، وبواطن اليدَين، وبواطن أصابع القدَمين، استدلالاً بما أخرجه البخاريّ في صحيحه عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: (أُمِرْتُ أنْ أسْجُدَ علَى سَبْعَةِ أعْظُمٍ علَى الجَبْهَةِ، وأَشَارَ بيَدِهِ علَى أنْفِهِ واليَدَيْنِ والرُّكْبَتَيْنِ، وأَطْرَافِ القَدَمَيْنِ).[١][٢]


حكم إلصاق القدَمَين في السجود

يستحبّ من المصلّي التفريق والمُباعدة بين قَدَمَيه بمسافةٍ في السجود، وعدم إلصاقهما ببعضهما البعض، إذ إنّ القدَمين تابعتَين للفخذين والرُكبتَين وقد ورد استحباب التفريق بين كلٍّ من الفخذتَين والرُكبتَين، ولذلك فالأصل التفريج والمباعدة والتفريق بين القدَمَين،[٣]

  • لِما ورد أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يفرّق بين فخذيه حين سجوده، وقال الإمام الشوكانيّ -رحمه الله-: "قوله: (فرَّجَ بين فخذيه) أي: فرّق بين فخذيه، وركبتيه، وقدميه".
  • قال العالم المُعاصر بكر أبو زيد: "نظرت في جملة من مشهور كتب المذاهب الفقهية الأربعة، عن وصفٍ لحال القدَمَين في السجود من ضمٍّ أو تفريقٍ، فلم أر في كتب الحنفية والمالكية شيئاً، ورأيت كتب الشافعية والحنابلة استحباب التفريق بينهما، إلّا أنّ وقوع اليد أو وضعها على القدمين لا يلزم من ذلك التصاق العقبين، وأنّ هذه اللفظة "رصّ العقبين وهو ساجد" شاذةٌ انفرد بإخراجها ابن خزيمة ومن أتى من طريقه، فثبت بهذا: أنّ السنة في القدَمَين حال السجود هو التفريق باعتدالٍ على سمت اليدين دون غلوٍ في التفريج ولا جفاءٍ في الإلصاق".[٤]


بينما ذهب عددٌ من المعاصرين؛ وهم: ابن عثيمين والألباني -رحمهما الله-، إلى القول باستحباب ضمّ القدَمَين، استدلالاً بما ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (فقَدتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم وكان معي على فراشي فوجدتُه ساجدًا راصًّا عقِبيهِ مستقبِلًا بأطرافِ أصابعهِ القِبلةَ فسمعتُه يقولُ : أعوذُ برضاكَ من سخَطِكَ وبعفوِكَ من عقوبتِكَ وبك منك أُثني عليك لا أبلغُ كلَّ ما فيك)،[٥] وقال ابن عثيمين -رحمه الله-: "الذي يظهر مِن السُّنَّة أن القدمين تكونان مرصوصتين، يعني: يرصُّ القدمين بعضهما ببعض، كما في "الصحيح" من حديث عائشة حين فَقَدَتِ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم، فوقعت يدُها على بطن قدميه وهما منصوبتان، وهو ساجد، واليد الواحدة لا تقع على القدمين إلا في حال التَّراصِّ، وقد جاء ذلك أيضاً في "صحيح ابن خزيمة" في حديث عائشة المتقدِّم: (أنَّ الرسولَ صلّى الله عليه وسلّم كان رَاصًّا عقبيه)، وعلى هذا فالسُّنَّةُ في القدمين هو التَّراصُّ، بخلاف الرُّكبتين واليدين".[٣]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:812، صحيح.
  2. سعيد بن وهف القحطاني، أركان الصلاة، صفحة 5-7. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمد صالح المنجد (24/5/2008)، "هل تفريج القدمين في السجود هو السنة أم إلصاقهما؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 15/3/2021. بتصرّف.
  4. د. عبدالله بن حمود الفريح (14/10/2015)، "ضم القدمين في السجود، وتوجيه أطراف الأصابع إلى القبلة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 15/3/2021. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في أصل صفة الصلاة، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2/736، صحيح على شرط مسلم.