ما حكم ظهور الفخذ في الصلاة؟

يختلف حكم ظهور الفخذ في الصلاة باختلاف حالة ظهورها، وفيما يأتي بيان كلّ حالةٍ وحكمها:[١]

  • ظهور الفخذ دون قصدٍ: لا تبطل الصلاة إن ظهرت الفخذ دون قصدٍ وكان الجزء الظاهر منها صغيراً، وكذلك إن كان الجزء المكشوف كبيراً وكٌشف مدةً قصيرةً فلا تبطل الصلاة أيضاً، أمّا إن انكشف جزءاً كبيراً من الفخذ لمدةٍ طويلةٍ فالصلاة باطلةٌ، فستر العورة شرطٌ من شروط الصلاة لا تصحّ بإظهارها.
  • ظهور الفخذ بقصدٍ: تبطل الصلاة بسبب ظهور الفخذ فيها عن قصدٍ وعمدٍ، سواءً كان الجزء الظاهر منها صغيراً أم كبيراً لمدةٍ قصيرةٍ أم طويلةٍ على حدٍ سواءٍ.


ما حكم ظهور كتف الرجل أثناء الصلاة؟

اختلفت أقوال العلماء في حكم صلاة الرجل إن انكشف كتفه، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[٢][٣]

  • جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية: قالوا بصحة صلاة الرجل إن كان أحد كَتِفَيه مكشوفاً مع الكراهة، ويستحبّ له سترهما، وقد استدلّوا بما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- سُئل: (أيُصَلِّي الرجُلُ في ثوبٍ واحدٍ؟ فقال: أَوَكلُّكم يَجِدُ ثوبَيْن؟)،[٤] فالحديث يدلّ على مشروعيّة الصلاة بثوبٍ واحدٍ، ويُقصدُ بالثوب الواحد الثوب الذي يُغطّي به الرجل المنطقة الواقعة ما بين السرة والركبة، وأنّ الواجب ستر ما بينهما، فتجوز الصلاة بستر ما بينهما فقط دون ستر باقي الجسد.
  • الحنابلة: قالوا بوجوب تغطية الكَتِفين؛ أي أنّ الصلاة تبطل بسبب ظهورهما، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَا يُصَلِّي أحَدُكُمْ في الثَّوْبِ الوَاحِدِ ليسَ علَى عَاتِقَيْهِ شيءٌ)،[٥] فقد نهى -صلّى الله عليه وسلّم- عن الصلاة بثوبٍ واحدٍ يستر ما بين السرّة والركبة فقط، أي أنّه يجب ستر الكَتِفَين.[٣]


شروط الثوب الساتر في الصلاة

تُشترط عدّة أمورٍ في الثوب الساتر الواجب ارتدائه للصلاة، وفيما يأتي بيان تلك الشروط تفصيلاً:[٦]

  • ألّا يَصِف: فلا بدّ أن يكون الثوب سميكاً وليس خفيفاً يُظهر ما تحته من تفاصيل الجسد، فإن وصف الثوب ما تحته من الجسد فالصلاة باطلةٌ؛ لأنّ الستر لم يتحقّق، ومثال ذلك: السراويل التي يلبسها الرجال والتي تُظهر الركبة وجزءٌ من الفخذ، ولباس المرأة الذي يُظهر لون بشرتها وما تحته من ملابس.
  • أن يكون الثوب طاهراً: أي أن يكون خالياً من النجاسات، فطهارة الثوب شرطٌ من شروط صحة الصلاة؛ أي أنّها تبطل بالثوب النجس، وتصحّ إن لم يعلم المصلي أن الثوب نجساً إلّا بعد الانتهاء من الصلاة، أو إن نَسي أن ثوبه نجساً ثمّ صلّى به.
  • أن يكون الثوب مباحاً: أي ألّا يكون الثوب محرّماً؛ كالثوب المصنوع من الحرير للرجال، أو أن يكون مسروقاً أو أُخذ غصباً.

المراجع

  1. محمد صالح المنجد (18/1/2015)، "حكم صلاة الجماعة مع شخص مكشوف العورة"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 3/11/2021. بتصرّف.
  2. محمد نعيم ساعي، كتاب موسوعة مسائل الجمهور في الفقه الإسلامي، صفحة 145. بتصرّف.
  3. ^ أ ب الدرر السنية، "المَطلَب الأوَّل: حدُّ العَورةِ"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 9/10/2021. بتصرّف.
  4. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:8549، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:359، صحيح.
  6. عبدالله الطيار، كتاب الفقه الميسر، صفحة 232-234. بتصرّف.