تُعَدّ صلاة التسابيح من النوافل التي تُؤدّى بصفةٍ وكيفيّة مخصوصةٍ تختلف عن كيفيّة أداء غيرها من الصلوات، وهي تُعرَف أيضاً باسم صلاة التسبيح؛ لكثرة التسبيح فيها؛ إذ إنّ في كلّ ركعةٍ خمساً وسبعين تسبيحة.[١]


صلاة التسبيح

تتعدّد النوافل التي تُحقّق قُرب العبد من ربّه؛ إذ قال في الحديث القدسيّ: "ما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ"،[٢] ومن هذه النوافل صلاة التسبيح أو صلاة التسابيح الآتي بيان ما يتعلّق بها.[١]


حُكم صلاة التسبيح

اختلف العلماء في حُكم صلاة التسابيح، وبيان ما ذهبوا إليه آتياً:

  • الحنفية: قال الحنفية باستحباب صلاة التسابيح في اليوم أو الأسبوع أو الشهر أو العمر ولو مرّة واحدة، ويكون أداؤها في أيّ وقتٍ من اليوم إلّا الأوقات المَنهيّ عن الصلاة فيها؛ وهي: من بعد صلاة الفجر إلى ما بعد طلوع الشمس برُبع ساعةٍ تقريباً، وقبل صلاة الظهر بثلث ساعةٍ، ومن بعد صلاة العصر إلى حين رَفع أذان المغرب.[٣][٤]
  • المالكية: صَرّحوا بأنّ الحديث الوارد في صلاة التسابيح لا يبلغ درجة الصحّة ولا الحُسن.[٥]
  • الشافعيّة: قالوا باستحباب أداء صلاة التسابيح باعتبارها من السُّنَن الحَسَنة.[٦]
  • الحنابلة: صرّح الحنابلة بعدم استحباب صلاة التسابيح؛ لعدم صحّة الحديث الوارد فيها، إلّا أنّه لا يترتّب أيّ حَرجٍ على أدائها؛ إذ لا تُشترَط صحّة الحديث في النوافل وفضائل الأعمال.[٧]


وقت صلاة التسبيح

يمكن للمسلم أن يؤدّي صلاة التسابيح مرّةً كلّ يومٍ، أو كلّ أسبوعٍ، أو كلّ شهرٍ، أو كلّ سَنةٍ، أو مرّة في العُمر.[٨]


كيفيّة صلاة التسبيح

تُؤدّى صلاة التسبيح أربع ركعاتٍ؛ بالتسليم من كلّ ركعتَين،[٩] وهي تُؤدّى بطريقتَين بيانهما آتياً:[١٠]


الكيفيّة الأولى

وهي تختلف عن الصلاة المُعتادة في ما يأتي:[١٠]

  • قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا بالله"، وتكراره خمس عشرة مرّة في الركعة الأولى قبل قراءة سورة الفاتحة.
  • قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا بالله"، وتكراره عشر مراتٍ في الركعة الأولى قبل الركوع.
  • قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا بالله"، وتكراره عشر مراتٍ في الركوع بعد الذِكر الخاصّ بالركوع.
  • قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا بالله"، وتكراره عشر مراتٍ بعد الاعتدال من الركوع.
  • قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا بالله"، وتكراره عشر مراتٍ في السجود الأول بعد الذِّكر الخاص بالسجود.
  • قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا بالله"، وتكراره عشر مراتٍ في الجلوس بين السجدتَين.
  • قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا بالله"، وتكراره عشر مراتٍ في السجود الثاني.
  • أداء الركعات؛ الثانية، والثالثة، والرابعة كالركعة الأولى.


الكيفية الثانية

وهي على النحو الآتي:[١٠]

  • قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا بالله"، وتكراره خمس عشرة مرّة في الركعة الأولى قبل الركوع.
  • قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا بالله" عشر مراتٍ في الركوع.
  • قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا بالله" عشر مرات بعد الاعتدال من الركوع.
  • قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا بالله" عشر مرات في السجود الأول.
  • قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا بالله" عشر مرات في الجلوس بين السجدتَين.
  • قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا بالله" عشر مرات في السجود الثاني.
  • قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا بالله" بعد الرفع من السجود الثاني والجلوس قليلاً للاستراحة قبل القيام لأداء الركعة الثانية.
  • أداء الركعات؛ الثانية، والثالثة، والرابعة كالركعة الأولى.


فضل صلاة التسابيح

من أهمّ الفضائل التي تترتّب على أداء صلاة التسابيح أنّها سببٌ من أسباب مغفرة الذنوب والعِتق منها؛ إذ قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "يا عبَّاسُ يا عمَّاهُ ألا أعطيكَ ألا أمنحُك ألا أحبوكَ ألا أفعلُ لَك عشرَ خصالٍ إذا أنتَ فعلتَ ذلِك غفرَ اللَّهُ لَك ذنبَك أوَّلَه وآخرَه وقديمَه وحديثَه وخطأه وعمدَه وصغيرَه وَكبيرَه وسرَّهُ وعلانيتَه عشرُ خصالٍ أن تصلِّيَ أربعَ رَكعاتٍ تقرأُ في كلِّ رَكعةٍ بفاتحةِ الكتابِ وسورةٍ فإذا فرغتَ منَ القراءةِ في أوَّلِ رَكعةٍ قلتَ وأنتَ قائمٌ سبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلَه إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أكبرُ خمسَ عشرةَ مرَّةً ثمَّ تركعُ فتقولُ وأنتَ راكعٌ عشرًا ثمَّ ترفعُ رأسَك منَ الرُّكوعِ فتقولُها عشرًا ثمَّ تَهوي ساجدًا فتقولُها وأنتَ ساجدٌ عشرًا ثمَّ ترفعُ رأسَك منَ السُّجودِ فتقولُها عشرًا ثمَّ تسجدُ فتقولُها عشرًا ثمَّ ترفعُ رأسَك منَ السُّجودِ فتقولُها عشرًا فذلِك خمسةٌ وسبعونَ في كلِّ رَكعةٍ تفعلُ في أربعِ رَكعاتٍ إنِ استطعتَ أن تصلِّيَها في كلِّ يومٍ مرَّةً فافعل فإن لم تستطع ففي كلِّ جمعةٍ مرَّةً فإن لم تفعل ففي كلِّ شَهرٍ مرَّةً فإن لم تفعل ففي عمرِك مرَّةً".[١١][١٢]


المراجع

  1. ^ أ ب كمال بن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 427. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6502، صحيح.
  3. ابن باز، "الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها والحكمة من ذلك"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 29/12/2020. بتصرّف.
  4. نجاح الحلبي، فقه العبادات على المذهب الحنفي، صفحة 108. بتصرّف.
  5. محمد الأمير المالكي، ضوء الشموع شرح المجموع، صفحة 273. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 150. بتصرّف.
  7. موفق الدين بن قدامة، المغني، صفحة 98. بتصرّف.
  8. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 151. بتصرّف.
  9. الشيخ سيد حسين العفاني، دروس الشيخ سيد حسين العفاني، صفحة 27-28. بتصرّف.
  10. ^ أ ب ت الشيخ عبد الرحيم الطحان، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان، صفحة 1-2. بتصرّف.
  11. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1147، صحيح.
  12. أحمد حطيبة، شرح الترغيب والترهيب للمنذري، صفحة 4. بتصرّف.