خطبة الجمعة
الخُطبة في اللغة هي: ما يُلقى على المنبر، وفي الاصطلاح: الكلام المتضمّن للوعظ والإرشاد، وخطبة الجمعة هي: ما يُلقى من الكلام قبل صلاة الجمعة وبعد دخول وقتها بشروط مخصوصةٍ وكيفيةٍ محددةٍ.[١]
شروط خطبة الجمعة
تُشترط في خطبة الجمعة عدّة أمورٍ بيانها آتياً:[٢]
- النية: بأنّ يعقد الخطيب نيّته للأداء خطبة الجمعة.
- حضور العدد المطلوب: أي العدد الذي حدّده العلماء لانعقاد صلاة الجمعة، وقد اختلف العلماء في تحديده، وبيان اختلافهم آتياً:
- الحنفية: قالوا إنّ الجمعة تنعقد بحضور ثلاثة أشخاصٍ.
- الشافعية والحنابلة: حدّدوا صلاة وخطبة الجمعة بأربعين شخصاً.
- المالكية: قالوا إنّ صلاة وخطبة الجمعة لا تنعقدان إلّا بعددٍ من الأشخاص يُمكنهم الإقامة مع بعضهم البعض آمنين محقّقين احتياجاتهم.
- دخول وقت الجمعة: فلا بدّ لخطبة الجمعة أن تكون بعد دخول وقت صلاة الجمعة، وإن وقع أي جزءٍ من الخطبة قبل دخول الوقت فلا تصحّ.
- تقديمها على الصلاة: أي أن خطبة الجمعة لا تصحّ إلّا إن كانت قبل صلاة الجمعة، فلا تصحّ إن كانت بعد الصلاة.
- القيام: وقد اختلف العلماء في شرط أداء الخطيب للخطبة قائماً، وذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقوالٍ بيانها آتياً:
- الحنفية والحنابلة وبعض المالكية: قالوا إن قيام الخطيب حال الخطبة سنة وليس بواجبٍ.
- أكثر المالكية: قالوا بوجوب قيام الخطيب حال الخطبة، ويعتبر مُسيئاً إن خطب جالساً مع قدرته على الوقوف.
- الشافعية: قالوا باشتراط قيام الخطيب حال قدرته عليه.
- الجهر: أي رفع الخطيب صوته في الخطبة، وقد اختلف العلماء في ذلك، وبيان خلافهم آتياً:
- المالكية والشافعية والحنابلة: قالوا باشتراط رفع الخطيب صوته بحيث يسمعه كلّ الحاضرين.
- الحنفية: قالوا بعد اشتراط رفع الصوت في الخطبة.
- اللغة العربية: اتّفق العلماء على أنّ الأولى والأفضل أن تؤدّى خطبة الجمعة باللغة العربية.
- الموالاة: أي المتابعة في الخطبة وأداؤها دون فصلٍ بمدةٍ زمنيةٍ.
أركان خطبة الجمعة
اختلف العلماء في تحديد أركان خطبة الجمعة، وفيما يأتي تفصيلها عند كلّ مذهبٍ:[٣]
- الحنفية: قالوا إنّ لخطبة الجمعة ركنٌ واحدٌ يتمثّل بذكر الله سواءً كان قليلاً أم كثيراً، كالتسبيحة أو التهليلة، وقالوا إن خطبة الجمعة خطبة واحدةٌ وليست خُطبتَين.
- المالكية: قالوا إن ركن خطبة الجمعة الوحيد الترغيب أو الترهيب للحاضرين.
- الشافعية: قالوا إنّ أركان خطبة الجمعة هي: حمد الله بلفظ الحمد ولفظ الجلالة في الخُطبتين، والصلاة على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- والوصية بتقوى الله فيهما أيضاً، وقراءة آيةٍ من القرآن في إحدى الخُطبتَين، والدعاء للمؤمنين والمؤمنات في الخطبة الثانية.
- الحنابلة: قالوا إنّ أركان خطبة الجمعة هي: حمد الله في أوّل كل خطبةٍ، والصلاة على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وقراءة آيةٍ من القرآن، والوصية بتقوى الله.
سنن خطبة الجمعة
تُسنّ عدّة أمورٍ في خطبة الجمعة، بان البعض منها آتياً:[٤]
- أن تكون قصيرةً.
- أن تكون بلغةٍ مؤثّرةٍ على السامع.
- أن تُقرأ فيها سورة ق.
- الدعاء فيها للمسلمين وللقائمين على أمورهم وشؤونهم.
- ختم الخطبة الثانية بالاستغفار.
المراجع
- ↑ عبد العزيز الحجيلان، خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية، صفحة 19-22. بتصرّف.
- ↑ عبد العزيز الحجيلان، خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية، صفحة 44-101. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن الجزيري، كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 355-354. بتصرّف.
- ↑ عبد العزيز الحجيلان، خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية، صفحة 261. بتصرّف.